مراجعة Marvel’s Avengers
خاص | أحمد سامي
في عالم الأبطال الخارقين، لدينا دائمًا عالمين: عالم DC السينمائي، وعالم Marvel السينمائي. وبالنسبة للكثيرين، مارفل تمتاز بالتنوع المهول في الشخصيات، وكذلك اللمسة الكوميدية والمرحة بشكلٍ عام. ولذلك باتت تلك الشخصيات على وجه التحديد، الأقرب لقلوب الناس. وبالفعل، نظرًا لتلك الشعبية الطاغية، بات عالم مارفيل السينمائي هو الأقوى حاليًّا.
وما الخطوة التي تأتي بعد السينما؟ بالطبع الألعاب. وبالفعل، صدرت لعبة Marvel’s Avengers على يد كوكبة من الاستوديوهات على رأسها استوديو Crystal Dynamics، وقامت Square Enix بالنشر والتوزيع. وقبلها وعدت الجمهور بقصة ممتازة وجديدة تمامًا من خلال العروض التشويقية ومؤتمرات الصحافة.
من الخارج ربما تبدو اللعبة خالية من القصة، أو تظهر كأنها متمحورة حول الشخصيات؛ بينما الأحداث المبنية عليهم هزيلة للغاية. لكن هذا خاطئ تمامًا، وهذا ستكتشفه بنفسك عند اللعب. ولتوضيح الأمر أكثر، لنسلط الضوء على القصة السردية بعض الشيء.
قصة اللعبة تبدأ مع الفتاة الصغيرة كامالا كان، وهي على متن طائرة، وفي طريقها إلى واحد من أكبر احتفاليات الـ Avengers في التاريخ. ولم تكن وحدها، فهي واحدة من مجموعة أطفال ومراهقين قدموا قصصًا خيالية لفريق المنتقمين، مبنية على حياتهم البطولية. وبالفعل فازوا بالمسابقة، وحصلوا على شرف حضور الحفل العملاق، مع احتمالية فوز واحد فقط منهم بجائزة كبيرة جدًا.
تصل الفتاة إلى الحفل، والحَدث الأكبر على وشك الوقوع. هناك إعلان مهول لاختراع جديد قادر على تغيير العالم كله، وذلك بفضل تكنولوجيا توني ستارك بالطبع. وللحصول على فرصة لمشاهدة الاختراع من الشرفة العلوية المطلة مباشرة على المنصة؛ على الحاضرين جمع مجموعة كوميكس من أرض الحفل. وبالفعل، تنجح الفتاة، وتصل للشرفة العلوية. لتنقلب الآية تمامًا، ويحدث انفجار على جسر سيارات بعيد، وينفجر الاختراع، مصيبًا جميع الحضور وقتها بطفرات جينية أكسبتهم قدرات خارقة. تلك الحادثة أفقدت العالم ثقته في المنتقمين، وتم نبذهم؛ ومسح جميع أمجادهم من الوجود.
الآن أصبح العالم سوداويًّا، وصار كل حامل لقدرة خارقة؛ مريضًا في نظر شركة AIM التكنولوجية التي تطمح للتخلص من كل الخارقين. تبدأ أحداث اللعبة فعلًا عندما تحصل كامالا كان بعد سنين، على دليل يمكنها من جمع فريق المنتقمين من جديد. لكن المهمة ليست بالسهلة أبدًا، فالعالم كله يتربص بها، ويكره الخارقين أيّما كره!
فهل ستنجح الفتاة المراهقة في إعادة حب المنتقمين لقلوب الناس مجددًا، ودحض الشرور؟
عند بدء طَور القصة السردية، ستجد أن اللعبة مقسمة مجملًا إلى ثلاثة أجزاء من حيث أسلوب اللعب:
القتال المباشر وغير المباشر:
القتال في هذه اللعبة شيء أساسي، ولا غنى عنه. في البداية تأخذك اللعبة في جولة لطيفة في عالم القصة، لكن سرعان ما تكون أنت البطل. وعلى مدار القصة، ستلعب بأكثر من شخصية، باختلاف القدرات والحركات. كامالا كان هي البداية، لاحقًا ستلعب بشخصيات أخرى بفضل التقدم في المسار الخطي للقصة. مع الوصول لقطعة جديدة من الأحجية، تُفتح لك شخصيات جديدة، بقدرات جديدة. وهنا الشخصيات لن تكون غريبة عليك، بل حتى ستتشوق للعب بها. لأن اللعبة سمحت لك بتجريبها بشكل غير مباشر في بداية القصة، وهذه نقطة تُحسب لها بالفعل.
أما بالنسبة لأسلوب القتال نفسه، فهناك مساحة ضخمة من الإبداع وفرتها مارفيل للاستوديو. هناك شخصيات لها قدرات ثابتة من الكوميكس، وشخصيات أخرى لها قدرات مميزة وجديدة تمامًا. لكن هذا لا يعني أن الحركات الثابتة للشخصيات المعروفة؛ مملة. بالعكس، تلك الحركات تنطوي على تنوع مهول جدًا من حيث التركيبات التي يمكن عملها بفضلها. فالضربة الواحدة لها تأثير، ومجموعة ضربات معينة إذا تم عملها سويًّا؛ لها تأثير آخر تمامًا. ونفس الأمر ينطبق على كل الشخصيات حصرًا.
بجانب وجود ضربات مباشرة، وضربات بعيدة المدى. المباشرة والبعيدة موجودة في جميع الشخصيات تقريبًا، لكن آلية التنفيذ هي التي تُميزهم عن بعضهم البعض.
البيئة؛ والتفاعل معها:
عالم اللعبة ضخم جدًا، لكن في نفس الوقت مغلق بشكلٍ غريب. القصة مسرودة بالنظام الخطيّ، أي أنها عالم شبه مفتوح، وليست لعبة عالم مفتوح. لأن القصة خطية وأحداثها مترتبة على بعضها البعض، وليست مبنية على نظام المهام المنفردة. هذا بالطبع مناسب لفكرة اللعبة، لا مانع عندي. لكن عالم اللعبة فعلًا واسع وكبير ومليء بالتفاصيل التي تؤهل تجربة اللعب لتكون مفتوحة. ربما يمكن إضافة طَور التجول الحر لاحقًا، وهذا ما أرجوه فعلًا.
ونظرًا لاتساع العالم، فهو فعلًا مليء بالعديد من الأشياء التي يمكن للاعب التفاعل معها بطريقة عبقرية. هناك أبواب، غرف، أجهزة حاسوب، مفاتيح كهرباء، إلخ. كما أن هناك بعض الشخصيات القابلة للعب، تستطيع تسخير البيئة لخدمتها. فيمكن لهالك مثلًا أن يقتلع قطعة صخر من الأرض، أو أن يرفع إحدى سيارة بجانبه؛ ليقذفها على الخصم، ويُوقع الضرر به.
التطوير:
نظرًا لضخامة العالم، ستجد الكثير من الصناديق. كل صندوق إما أن يحمل أدوات تمكنك من تطوير ملابسك وأسلحتك، أو به جزيئات طاقة قادرة على شحن القدرات الخاصة لشخصيتك الخارقة. ومع التقدم في القصة، تزداد نقاط الخبرة لديك. ومع زيادة تلك النقاط، تستطيع الارتقاء بمستوى القدرات الخاصة نفسها. فبالإضافة إلى تنوع القدرات، هناك تنوع في مستويات القدرة الواحدة. مما يجعل التجربة ديناميكية وحماسية إلى أقصى حد.
كما أن التطوير لا يشمل الشخصيات فحسب بداخل اللعبة، بل يشمل اللعبة ككل. حيث يخطط الاستوديو لاحقًا لإضافة شخصيات جديدة للعبة، مثل سبايدر مان وهوك وغيرهم. لا نعلم هل ستصدر للأونلاين أم ستصدر في هيئة DLC، لكن في الحالتين الأمر يستحق الانتظار فعلًا.
وطور الأونلاين عبارة عن مهام تقوم بها مع الآخرين. لكن المهم هنا أن تلك المهام تحدث بعد انتهاء زمن طَور القصة الأساسية. فعند بداية اللعب أونلاين، ستُحرق لك نهاية طَور القصة مباشرة. لن أحرق نهاية القصة بالطبع، لكن أضمن لك تجربة لعب أونلاين ليست بالسيئة على الإطلاق. والأونلاين كذلك يحتوي على طَور خاص يحمل عنوان War Zone، وهو عبارة عن مهام جانبية بعيدة تمامًا عن عالم القصة الأصلية، ويمكنك القيام بها مع أصدقائك. فهو بالمُجمل طَور تعاوني يسمح باكتساب نقاط الخبرة، وقضاء وقت ممتع.
شخصيًّا؛ تابعت ردود الفعل على العروض التشويقية التي صدرت للعبة، وأيضًا ردود الفعل على مؤتمرات الترويج لها، بمختلف أشكالها ولغاتها. ودائمًا كان النقد الأكبر هو رسم الشخصيات الذي لا يتطابق مع نفس أشكال الأبطال في العالم السينمائي، أو حتى الكوميكس. المشكلة التي وقع فيها استوديو التطوير هي أنه أظهر الشخصيات بدرجة أكبر من خطوط القصة نفسها. بالرغم من أن القصة متشعبة وطويلة جدًا، وكشف بعض خيوطها لم يكن ليحرقها على الإطلاق. وبذلك احتج الجمهور على رسم الشخصيات، وترك القصة الجيدة جانبًا.
لكن رسم الشخصيات في النهاية مقبول، والقصة في الأساس متمحورة حول الخصوم والقتالات والبيئات المختلفة لتلك القتالات. وبذلك كان الجرافيك ممتازًا، ولم أشعر للحظة واحدة أن هناك ظلالا في غير مكانها، أو تكوينات بيئة تحمل تناقضًا بين طيّاتها.
هذه اللعبة غارقة في الصوتيات. بداية من شاشة البداية، مرورًا بأصوات البيئة، ووصولًا لأصوات القتال. كل شخصية لها تعبيرات صوتية خاصة، وكل بيئة لها موسيقى تصويرية فريدة. كما أن الأداء الصوتي للشخصيات نفسها متناسق جدًا مع الخلفية النفسية والكاريزماتية التي عهدناها عنها في العالم السينمائي.
والجدير بالذكر أن اللعبة تحتوي على ترجمة للغة العربية، لكل القوائم، وأيضًا لنصّ القصة. فإذا كنت غير قويّ في الإنجليزية، لا تقلق؛ هذه اللعبة لن تخذلك أبدًا. بالمجمل الترجمة جيدة، ومتناسقة مع نفسها، ومع أجواء القصة. فسواء كانت تجربتك مع الترجمة الإنجليزية أو العربية؛ فالنتيجة واحدة.
الخلاصة : لعبة Marvel’s Avengers تجربة فريدة جدًا، وحملت بين طياتها طَور قصة من أبدع ما يكون. الصوتيات ممتازة، الجرافيك فوق المتوسط، الأونلاين تفاعلي، وأسلوب اللعب ديناميكي ويمتاز بعشرات العشرات من ركائز الإبداع والتفكير خارج الصندوق. لعبة ممتعة، ولن تمل أبدًا من إعادة لعب طَور القصة مرات خلف مرات بدون شك. قدّم الاستوديو تجربة سينمائية في لعبة فيديو، ورفع سقف المنافسة بشدة في فئة ألعاب الفيديو المبنية على الأبطال الخارقين حصرًا!
التقييم النهائي : 9/10
[تم توفير هذه اللعبة من قبل الناشر قبل صدورها في الأسواق]