مدير “الكهرباء” يفتح قلبه لـ”البلاد”: التوليد لا يكفي الأحمال
ناقشت حلقة برنامج “البلاد” أمس الأحد، أسباب انقطاع التيار الكهربائي، وأين ذهبت الميزانيات المخصصة للكهرباء على مدى السنوات العشر ؟
قال المدير العام للشركة العامة للكهرباء المهندس إبراهيم الفلاح ـ طرابلس، في مداخلة له عبر برنامج “البلاد” أمس الأحد، على شاشة “218 NEWS”: هناك عمليات صيانة في عدة محطات للكهرباء منها في شمال بنغازي وأخرى في الزاوية وجنوب طرابلس والخمس، هذه العمليات ستساهم في تخفيض ساعات طرح الأحمال من خمس إلى ست ساعات يوميًا.
وأضاف: مشكلة الكهرباء في ليبيا سببها أن التوليد لا يكفي الأحمال المطلوبة، بمعنى أن التوليد لا يساوي الحمل أو أقل بكثير من الحمل.
وأردف: في ذروة الصيف نواجه عجز حوالي ألفي ميجا، مقسمة بين المواطنين في طرح الأحمال، وأصعب مرحلة هي من الخامسة عصرًا إلى العاشرة ليلاً، لكن في فصليْ الخريف والربيع لا توجد مشكلة كبيرة في الكهرباء.
مخطط استراتيجي:
يقول المهندس إبراهيم الفلاح: لابد من الإشارة أن شبكة الكهرباء موحدة في كل أنحاء البلاد وتتغذى من عدة محطات توليد تبلغ حوالي 15 محطة، والتوليد المتاح حاليًا في حدود خمسة آلاف ميجا، والأحمال وصلت إلى سبعة آلاف ميجا.
منذ العام 2011، لم ينفذ مخطط استراتيجي للشبكة وهناك زيادة في الأحمال تقدر سنويًا بـ 5٪ ، تمثل حوالي 300 ميجا سنويا زيادة، كل ذلك يحدث بسبب إهمال الصيانة، مثلاً محطة شمال بنغازي تأسّست في العام 1994، وتعاني من هبوط في التوليد وهذا من أسباب مشاكل الكهرباء،
بالنسبة للمنطقة الشرقية؛ فإن تأخر تأسيس محطة للكهرباء في الجبل الأخضر يعد خطأ كبير وقع فيه القطاع؛ بسبب سوء التخطيط، التوليد في المنطقة الشرقية انحصر في شمال بنغازي والزويتينة والسرير.
وبحسب “الفلاح”، المنطقة الشرقية ليست لديها مشكلة في الكهرباء بسبب أن أحمالها 1600 ميجا، والتوليد 3800، المشكلة هنا في إهمال الصيانة في محطة شمال بنغازي، وتتحمل المسؤولية كل الإدارات المتعاقبة منذ العام 2011 إلى 2020، التي تأخرت في عمليات الصيانة المطلوبة.
والخط الممتد من بنغازي مرور بسي الحمري في البيضاء إلى طبرق هذا الخط لم يُنفذ ويتكوّن من سبعة أبراج، إذا تم تنفيذه ستحلّ مشاكل الكهرباء في طبرق والبيضاء ودرنة، أما خطوط الهراوة والقوارشة تُعاني من مشاكل، لابد من الصيانة واستكمال خط الـ 400.
سعة محطة السرير 860 ميجا تقريبًا تعادل نصف أحمال المنطقة الشرقية، وبها محطة واحدة صالحة للتشغيل، وهذه المحطة يأتيها الغاز من طبرق أي بمسافة تقدر بـ 800 كم. بسيارات وهذ الأمر منهك للمال العام.
الميزانيات المخصصة:
أكد المهندس إبراهيم الفلاح أن المنطقة الشرقية مربوطة بمجموعة من عمليات الصيانة هناك محطة شمال بنغازي واستكمال محطة طبرق لعمليات الصيانة؛ يحتاج إلى نوع من المتابعة وتقريبا بحلول ديسمبر القادم ستحل مشكلة الكهرباء في المنطقة الشرقية.
وطالب “الفلاح” البلديات بالتعاون مع الشركة العامة للكهرباء وتذليل كل الصعوبات؛ لتتمكن من تقديم خدماتها من صيانة وإمداد خطوط الكهرباء.
وأفاد أن المنطقة الغربية تعاني من مشكلة كبيرة في الكهرباء وعجزها أكثر من 1800 ميجا؛ لأن المخطط الاستراتيجي نفذ أولا في المنطقة الشرقية، وكانت النتيجة ثلاث وحدات في السرير، ووحدتين في شمال بنغازي، ووحدتين في الزويتينة، وفي المنطقة الغربية نفذ وحدتين في مصراتة، وتم توريد المعدات لغرب طرابلس والخليج، ولكن المشروع تعطل في فبراير 2011.
وحول سؤال برنامج “البلاد” أين ذهبت الميزانيات الكبيرة التي خصصت للكهرباء من كل الحكومات؟ أجاب إبراهيم الفلاح: المبلغ الذي أقرته حكومة الوحدة الوطنية 977 مليون دينار ليبي، ليس كبيرًا لعلاج الإهمال الكبير الحاصل في قطاع الكهرباء، ولكن سنعمل على صرفه وفق الأصول الفنية وعلى المواد الخاصة لعمليات الصيانة.
ورغم ذلك؛ لابد من وضع مخطط استراتيجي وهو أمر ليس صعب، المخطط الاستراتيجي الذي تم إعداده العام 2010 ـ 2030 ومن المفترض أن يجدد كل عام، وتم تحديثه في الفترة السابقة من خلال الشركة العامة للكهرباء ووضعنا مخطط يحتاج إلى أربعة مليارات دولار، على مدار أربعة سنوات.
وأشار ضيفنا إلى أن ديون الشركة العامة للكهرباء المستحقة على الجهات العامة بلغت ملياري دينار، ويضيف: لابد من وضع ضوابط دفع فاتورة الكهرباء من قبل المواطنين والمصارف.
وأوضح أن سرقة الكوابل تؤثر على المنطقة التي سرقت منها فقط، ولابد من تكاتف كل جهود الليبيين في هذا الجانب لحماية ممتلكاتهم من المهربين، والشرطة الكهربائية، للأسف، لا تملك السلاح والإمكانيات.
من جانبه، قال مدير دائرة التحكم الفرعي المهندس محمد فرج بدرنة: مشاكل المنطقة الشرقية تتمثل في العجز في الإنتاج وصيانة خطوط نقل الطاقة، والشركة العامة وضعت استراتيجية، ونحن الآن في طور الانتهاء منه وهو تشغيل ثلاث وحدات بالغاز الطبيعي، كما قامت الشركة بصيانة خطوط الربط التميمي طبرق، وخط تحت الصيانة بنينا القوارشة والمواد الخاصة بصيانة المعدات في الطريق إلينا من مخازن الشركة العامة للكهرباء في طرابلس