تقرير| 218
بعد الدعم السخي وغير المحدود من الصين لإيطاليا لمواجهة تفشي وباء كورونا، ارتفعت الأصوات الناقدة والمتوجسة على مسرح الاتحاد الأوروبي الذي باتت أضواؤه مهددة بالانطفاء كما ترى أصوات أوروبية تتهم الصين بالتمدد والتغلغل في الكيان الأوروبي فيما صار يعرف بالدبلوماسية الصحية.
وتجاوز الدعم الصيني أوروبا إلى دول مختلفة متناثرة على قارات العالم المهدد بالوباء وفي أوروبا امتدت الصين بدعمها السخي إلى فرنسا نفسها التي تعد من أكبر منتقدي الصين، مع هذا وصلتها اليوم شحنة صينية قوامها أكثر من خمس ملايين كمامة واقية وغيرها من مواد، فيما يشي بأن العملاق الصيني لا يعير اهتماماً للانتقادات.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الأوروبية أميلي دو مونشالان اتهامها للصين وكذلك روسيا، باستغلال مساعدتهما الدولية وإبرازها، فيما نددت الصين بالكثير من التصريحات الأوروبية واصفة إياها بالمثيرة للضحك.. وتساءلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شون يينغ: “ماذا يريدون؟ أن تبقى الصين مكتوفة اليدين أمام هذا الوباء الخطير؟”..
ولفتت “فرانس برس” إلى انتشار جنود روس بينهم الكثير من الضباط، في المناطق الأكثر تضرراً في شمال إيطاليا، ما يثير مخاوف في الأوساط السياسية العسكرية.. ويعلق الجنرال ماركو بيرتوليني الرئيس السابق للقيادة الإيطالية المشتركة للعمليات “لا نرفض المساعدات لكن يجب أن نبقى أيضاً متيقظين كثيراً. منطقة المتوسط، في شرقها وكذلك في وسطها، هي أرضية صراع على الهيمنة، من سوريا إلى ليبيا”.
شيئاً فشيئاً تتحول كورونا إلى ورقة إضافية في صراع الأمم والدول الصناعية الكبرى التي تتقاسم نفوذ السوق العالمي روسيا وحليفتها الكبرى الصين في مقابل الخصوم التقليديين: أميركا والكيان الأوروبي وخوفه المبرر خاصة مع اقتراب انسلاخ بريطانيا عن جسده المنهك.
