مخاوف من تحول تونسي ضد مصلحة ليبيا
يعيش التونسيون ترقب حذر بعد الإعلان رسميا عن فوز قيس سعيد بالانتخابات ليكون ثالث رئيس لتونس بعد ثورة يناير 2011، ويمتد الحذر ليخيم على الائتلاف الحاكم الذي من المتوقع أن تغلب عليه قوى إسلامية تقودها حركة النهضة وائتلاف الكرامة.
ويشارك قادة الدول الأجنبية الشعب التونسي ترقبه فيما يتعلق بالملامح الكبرى للسياسة الخارجية التونسية التي سيرسم خارطتها الرئيس والحكومة الجديدان.
واعتمد سعيد في حملته الانتخابية فيما يخص السياسة الخارجية على شعارات تقوم على دعم القضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وأعلن تبنيه لمبادرة تخص “تفعيل وإحياء الاتحاد المغاربي بروح جديدة” وإطلاق مبادرة تونسية أخرى لإنشاء لجنة مغاربية تعنى بملف الصحراء الغربية لفض النزاع المغربي الجزائري حولها.
وستتجه بوصلة الرئيس الجديد مباشرة نحو دولتي الجوار الجزائر ثم ليبيا وفق ما أعلنه مرارا، غير أن غياب الخبرة في ميدان العلاقات الدبلوماسية، يصعب التنبؤ بملامح السياسة الخارجية التي سيعتمدها، بحثا عن المصلحة التونسية خاصة اقتصاديا.
وسيشكل فشل سلف سعيد، الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، في مبادرته التي طرحها عام 2017 لحل الأزمة الليبية، تحديا يدفعه لإيجاد طريقة جديدة للتعامل مع هذا الملف.
التحدي الأكبر الذي سيواجهه أيضا، رفض حركة النهضة التعامل مع النظام المصري وإعادة العلاقات مع سوريا، علاوة على اصطفافها الواضح في الأزمة الليبية لصالح المجلس الرئاسي على حساب الجيش الوطني، وهو أمر يجب تجاوزه لا سيما أن تونس تترأس الدورة الحالية للجامعة العربية.