محمود جبريل: روما تدفع الأموال للجماعات المسلحة.. وليبيا “مهددة”
في الوقت الذي يكافح فيه مسؤولون في ليبيا التي تزدهر اقتصاديا من أجل إحياء إنتاج النفط وإرساء السلام، هناك عقبتان رئيسيتان تهددان انتعاش البلاد: تدفق إرهابيي داعش وظهور شبكة من عصابات الجريمة المنظمة عبر الوطنية.
استفاد الآلاف من مقاتلي داعش في ليبيا من السيطرة على مدينة سرت في مطلع عام 2015. وعلى الرغم من طردهم في العام الماضي، إلا أنهم يعملون الآن ضمن خلايا صغيرة منتشرة في جميع أنحاء البلاد.
وقال رئيس تحالف القوى الوطنية ورئيس الوزراء السابق محمود جبريل، في تصريحات لقناة فوكس نيوز، “بدأنا نشعر ببعض الانتعاش بعد طرد داعش من سرت لكن لسوء الحظ أنهم الآن يعاودون الظهور، وقد جاء عدد منهم من سوريا والعراق إلى الأراضي الليبية بعد الغارات الجوية عليهم من قبل الروس والأميركيين ولا نعلم لماذا يبقى المجتمع الدولي صامتا “.
وأضاف جبريل أن ما يبعث على القلق الشديد هو أن هذه الجماعة الإرهابية تنشط بشكل خاص على المحيط الغربي للمنطقة الرئيسية المنتجة للنفط. ويأتي التحدي الأمني في الوقت الذي أعادت فيه ليبيا مستويات إنتاجها إلى نقطة لم تشهدها منذ أربع سنوات، ومن المتوقع أن تتجاوز قريبا 950 ألف برميل يوميا.
ودعا جبريل، إدارة ترامب إلى اغتنام الفرصة لتحقيق مكاسب اقتصادية من خلال متابعة المشاريع المشتركة مع الشركات الليبية.
وقال إن مثل هذه المشروعات المشتركة ستمنح الولايات المتحدة ميزة مقابل مبادرات الصين المتنامية لسحب أفريقيا إلى مجال نفوذها.
وأضاف قائلا: “من الناحية الاقتصادية، يمكن أن تكون ليبيا البوابة الحقيقية في أفريقيا للولايات المتحدة إذا أرادت إتباع إستراتيجية تنافسية مع الصين”.
وأشار رئيس تحالف القوى الوطنية، “إذا استطعنا ضرب نوع من الراحة بين المال الليبي والتكنولوجيا الأميركية على الأراضي الليبية، فإننا نستخدم عمالة رخيصة من تونس ومصر والمغرب وأفريقيا ”
ويتعرض الانتعاش في ليبيا أيضا للتهديد جراء ظهور شبكة من عصابات الجريمة المنظمة عبر البلاد وكذلك عصابات تهديد البشر في قوارب إلى أوروبا محشوة بمهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وواصل جبريل حديثه: “تحولت روما مؤخرا إلى ممارسة مثيرة للجدل متمثلة في دفع أموال لمنظمات الجريمة، المعروفة أيضا باسم “الميليشيات”، ودفعها إلى الاحتفاظ بالمهاجرين الأفارقة في مراكز الاحتجاز في ليبيا”
حيث يقال إن مخيمات احتجاز المهاجرين الأربعة الرئيسية في ليبيا تمر بظروف معيشية بغيضة، ولكن يقال إنها تعج بنشاط إجرامي وسوء معاملة واغتصاب وتعذيب ضد المحتجزين على يد هذه الميليشيات المسلحة والحراس وقوات حرس السواحل. وفي هذا الصدد يقول جبريل إن “ما يجري ليس هجرة غير قانونية بل هي الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وهذه الدول الأوروبية تجبر المهاجرين الأفارقة على البقاء في ليبيا ضد إرادتهم”. “عندما تدفعون لقادة الميليشيا هذه، فإنكم تحفزونهم فقط”.
وشدد جبريل على أن المهاجرين “ضحايا” للمجاعة والفقر في بلدانهم، ويحث مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة على تولي هذه المسألة، ومن وجهة نظره، فإن النهج الحالي للاتحاد الأوروبي لا يؤجج سوى المتاجرين بالبشر ويزيد من إلحاق الضرر بسعي ليبيا الطويل الأجل إلى تحقيق الاستقرار.