محمد حسن .. واحة الطرب والنغم الليبي الأصيل .. “شاهد”
كلمة عانقت لحنا وتراثا، ريشة عزفت على وتر العود عشقا، صوت لامس جوف القلب طرباً، أعمال غنائية دونت على لحاف شجر عتيق لا يبيد، أو نقش على حجر تجده في كل ركن من أركان ليبيا.
تختبئ الكلمات خجلاً عندما تحاول أن تصف إبداع من جعل من التراث ألحانا حيه لا تموت ، من أجاد تحريك الأوتار نغماً شجيا صافيا يشفي القلوب الحائرة الباحثة عن هوية تأويها في زمن الشتات، عن نبض صادق لتاريخ مطموس كاد أن يهوي لولا واحة محسن حسن.
“كبيرة تقابل نارهم في الليل ، بين العلاوي دارهم”، نظم يأنس في النفس روح الكلمة ، ويأنس في النفس أصالةً تمس عادات يحييها بصوته و يجسدها بألحانه ، الحسن لحناً وكلمة محمد حسن أصيل مدينة الخمس، تميّز وتمايز في زمن الرصانة والحفاظ على التراث، و منح لمكتبة ليبيا الفنية تراثاً لا ينضب من الإبداع.
لم يختلف على إبداعه المنقسمون على اختلاف ألوانهم التي يحملون أعلامها، إنّه الرقم الصعب في مكتبة التراث الليبي الأصيل، و القيمة التي لا يمكن أن تقلّ بطول الزمن.
صدى ألحانه تجاوز المدى، لما هو أبعد ، حركت في دواخلنا الانتماء للوطن الذي لا تفرقه الأهواء ، أحيى في الذاكرة تراثا كاد أن يندثر، وجعل منه نغماً يطربنا، وشوقاً يربطنا بترابها، وحنيناً لا يفارقنا في غربة الهوية والوطن.