“محمد الهوني”: وصفة العلاج تبدأ بطرابلس وتنتهي في مرزق
218 | خاص
انفردت قناة “218NEWS” بمقابلة خاصة مع الكاتب والسياسي “محمد عبدالمطلب الهوني” ستبث الجمعة في الساعة التاسعة مساء عبر برنامج “البلاد”.
وطرح الهوني الذي لطالما فضّل البقاء بعيدا عن أضواء الإعلام الليبي والعربي الكثير من الخفايا بالأرقام والأسماء حول ما يحدث في مرزق، والجهات السياسية التي تغذي القتال بالسلاح والمال وتقف وراء استقدام من أسماهم “المرتزقة” لزعزعة الاستقرار، كاشفا عن هوية مجموعات جديدة تقاتل في مرزق، كما تطرق إلى طبيعة الصراعات التاريخية في الجنوب والحسابات العرقية وشكل المواجهة وحيثياتها، مقدما توطئة تاريخية تحتوي وصفة لحل الصراع الدائر في مرزق.
حلول واقعية للأزمة
وأوضح الهوني رؤيته لشكل الحلول الواقعية والعملية لأزمة ليبيا السياسية والأمنية، مشيرا إلى أن الليبيين أمام فرصة تاريخية قد لا تتكرر، بعد نفاد صبرهم خلال ثماني سنوات من الحوارات السياسية والجهد الدولي المهدر في حل الأمة وإخفاق متصدري المشهد في صناعة الاستقرار وإيفاء حكومة الوفاق بالتزاماتها التي نص عليها اتفاق الصخيرات.
الإسلام السياسي
كما تطرق محمد الهوني إلى مستقبل جماعات الإسلام السياسي والإخوان المسلمين في ليبيا، وشكل الموقف الإقليمي والدولي المتشكل تجاه جماعة الإخوان، وطبيعة علاقة الإسلام السياسي بمفهوم الدولة وشكل رؤيتهم لنظام الحكم وكيف ينظر الإخوان لاستقلالية الدول وسيادتها، رافعا الستار عن أهداف تلك الجماعات في ليبيا والمنطقة.
وحول مشروع المؤسسة العسكرية وعمليات الجيش الوطني في المنطقة الغربية سلط الهوني الضوء على الخيارات المصيرية التي تواجه البلاد متحدثا عن المحاذيرمن تغوّل المجموعات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق، موضحا الجهات التي تتلاعب بمصير ليبيا عبر تقوية المسلحين بالمال والنفوذ.
أخطر حدث
ومن منطلق همومه كمفكر عربي أشار “محمد الهوني” إلى ما أسماه “أخطر حدث خلال القرن” والذي سيغير وجه المنطقة العربية من خلال ثورة قامت هذه المرة دون دماء، كاشفا عن مفارقات تتعلّق بالحالة في ليبيا والتي قد تمنع وصول ذلك التغيير، مع ظهور جماعة إسلامية متطرفة أخرى تنظر للحاضر بعين الماضي.
وطرح الهوني رؤيته للديمقراطية في ليبيا واحتمالات وفرص نجاحها في ظل الظرف الراهن، موضحا الشروط الواجبة لقيام دولة ديمقراطية تقوم على أساس الحريات. كاشفا عن خفايا وأسباب إخفاق الديمقراطية في ليبيا، وما تحمله الثقافة الليبية من تراكمات حالت دون تحقيق الاستقرار. ومسلطا الضوء علي الأسباب الحقيقية التي خرج من أجلها الليبيون في ثورة فبراير.
مفترق طرق
وعن الموقف الدولي، أكّد الهوني أن المجتمع الدولي غيّر أولوياته بالنسبة لليبيا بعد “خطاياه” التي ارتكبها فيها، وأن التغيير قد حدث فعلا، متحدثا عن العنوان العريض الذي تبحث عنه الدول الكبرى في ليبيا بعد أن حددت شريكها القوي على الأرض في ليبيا القادر على إحلال السلام واستعادة الدولة.
وشدد الهوني على أن ليبيا أمام مفترق طرق سيغير شكل واقع البلد الأمني والسياسي، وأن التغيير المفصلي في تجارب الشعوب تقوده شخصيات سياسية لديها الإرادة السياسية الجادة لصنع واقع أفضل لشعوبها.