محمد النعاس.. ورحلة البحث عن الذات الليبية
اعتبر الكاتب الليبي محمد النعاس، الفائز بجائزة البوكر 2022 عن روايته خبز على طاولة الخال ميلاد، أن هذه الرواية تمثل رحلة بحث عن الذات، وتحديدًا عن الذات الليبية داخل المجتمع، مبينًا أن رحلة البطل ميلاد هي رحلة صراع بين الإنسان الفردي والإنسان الجمعي أي بين ذاته والمجتمع.
وتعد الرواية، الصادرة عن مسكلياني؛ هي أول عمل منشور للنعاس الذي يحمل في رصيده العديد من المخطوطات التي لم تنشر بعد، حيث أشار الكاتب الليبي إلى أنه كتب ثلاثا قبلها لم تنشر واحدة كانت في عام 2012 عن الحرب الليبية وكان يمكن لها أن تنشر لكنه، عبر عن سعادته بعدم نشرها لأنه كما يقول “إذا قرأناها الآن قد نجدها كارثية” والأخرى كتبها في 2016 لم تنشر أيضًا، والثالثة كتبها في 2017 إلا أنه مزقها بعد أن انتهى من كتابتها.
ولفت النعاس إلى أنه لم يتوقّع أن تتوج روايته بالجائزة مشيرا إلى أن الخبز هو البطل الحقيقي للرواية، فهو من يستعمل البطل المزيف ميلاد الذي يعيش صراعًا مع ذاته وصراعًا مع بقية الشخصيات، مشيرًا إلى أن تناقض الشخصيات يرمز إلى ليبيا وما تشهده من تخبط.
وأضاف النعاس أن الرواية تنقل أزمة جيل كامل بين السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، فهو يريد سرد تاريخ المخابز في ليبيا ليّستحضر المناخ الاستعماري الإيطالي وتأثيراته، لا فقط على كيفية صناعة الخبز، بل كذلك على طريقة تفكير المجتمع الليبي وعلى اللهجة الليبية ليصل إلى تأثيرات سلطة الشعب من 1977 إلى 2011 على صناعة الخبز، وما المخبزة في الحقيقة، كما يقول الكاتب، سوى نموذج للتحولات التي شهدتها كل القطاعات في ليبيا خلال زمن حكم معمر القذافي.