محكمة لاهاي تُهدّد قاعدة عسكرية أميركية “سرية وغامضة”
218TV | خاص
وضع قرار لمحكمة العدل الدولية بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية في ورطة ثقيلة من نوع خاص وعميق، بعد أن أمرت المحكمة من مقرها في مدينة لاهاي الهولندية بإعادة أرخبيل تشاغوس الواقع بين إندونيسيا وأفريقيا إلى موريشيوس البلد الأفريقي الذي اقتطعت بريطانيا منه هذا الجزء الجغرافي تاريخيا، وقامت بتهجير سكانه الأصليين، قبل أن تمنحه عبر اتفاق سري وغامض للولايات المتحدة الأميركية عام 1965 التي أنشأت بدورها أهم وأخطر قاعدة عسكرية تحمل الآن اسم “دييغو دي غارسيا” التي تُعوّل عليها واشنطن الكثير.
ويبدو أن قرار المحكمة الدولية التي قالت بريطانيا إنها ستدرسه بعناية، قد يُحوّل موريشيوس إلى بلد فاعل استراتيجيا وعسكريا وسياسيا، بعد أن ظل طيلة العقود الماضية بلدا أفريقيا بدون أهمية كبيرة، لكن مصير القاعدة العسكرية الأميركية السرية في الأرخبيل لا يزال غير معروف، بانتظار موقف لندن من القرار الدولي، إذ تُشكّل القاعدة العسكرية للولايات المتحدة أهمية استراتيجية فقد اعتمدت عليها في عمليات غزو العراق عام 2003 حينمت كانت القاذفات الإستراتيجية تنطلق من هذه القاعدة نحو أجواء المنطقة في حرب أطاحت بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وطيلة العقود الماضية أبقت الولايات المتحدة الأميركية هذه القاعدة العسكرية “سرا غامضا”، وأحاطتها واشنطن بهالة من الغموض، ولم تسمح أبدا بأي زيارات إلى هذه القاعدة التي أنشأتها في ظل سنوات الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي سابقا، ودون أن يُعْرف ما إذا كانت موريشيوس ستقبل بهذه القاعدة على أراضيها بعد عودة الأرخبيل إلى سيادتها، أو ستطلب تفاوضا جديدا على بقائها.