محبو الفن الليبي يحتفون بــ “حقيق” في ذكرى رحيله الأولى
تتذكر الأوساط الفنية والتراثية والثقافية عموماً في ليبيا اليوم رحيل الفنان والملحن الكبير عبدالمجيد حقيق، ابن مدينة طرابلس وأحد أعمدة الفن الموسيقي التراثي الليبي المعاصر الذي غادر دنيانا قبل عام من اليوم حين توفاه الله في 27 أبريل من العام الماضي 2019 عن عمر تجاوز الستين عاما .
ودَّعت الساحة الفنية الليبية “حقيق” قبل عام، وقد تُوفي في تركيا بعد صراع طويل مع المرض وعرف إلى جانب المجال الفني ببروزه أيضاً كلاعب لكرة القدم، أواخر ستينيات القرن الماضي، في صفوف فريق كرة القدم لنادي الأهلي طرابلس، ومن ثُم بدأت مسيرته الفنية التي أثرى من خلالها مشهد الفن الليبي الموسيقى الغنائي، وتعود جذور الراحل إلى عائلة لها باع طويل ومهم في الفن التراثي والاهتمام بالموروث الشعبي الليبي فهو ابن الفنان المرحوم “محمد حقيق” صاحب الكتاب الشهير “الأمثال الشعبية الليبية”، وأحد مُؤسسي النهضة الفنية في حقبة خمسينيات وستينيات القرن العشرين وهو أيضاً شقيق الإعلامي في مجال الموروث “الهادي حقيق” الذي عرف ببرامجه الأثيرة في التراث الأدبي الليبي، وهو أيضاً شقيق المؤلف الدرامي “عبد الرحمن حقيق” وشقيق الفنان صلاح حقيق.
ترك الفنان الراحل “عبدالمجيد حقيق” بصمة موسيقية جديدة في ليبيا، حيث أطلق ألحانا وأغان نابعة من التراث الليبي الأصيل بتنوعاته من طرابلس ومن هون وغيرهما من مدن البلاد .. اختار الأغاني التي تحتفي بالحب والفرح والحياة، وعبر رحلة طويلة من الإبداع والتجديد قدم ألحانا صارت جزءا مهما من تراث ليبيا الموسيقي، من “جدي الغزال” إلى “زول مناي” و”آهو جي” وغيرها الكثير من الألحان ذات الجودة التراثية الخالصة.
تتذكر ليبيا اليوم بعد أن ودعت العام الماضي أحد أبنائها المبدعين، الراحل “حقيق” .. وستظل تردد “ياجدي الغزال” و”زول امناي” وستظل تهدهد أبناءها بـ”سلم اوليدها”.. وغيرها من إبداعات في الأغنية الشعبية المرحة الخفيفة التي جاد بها المرحوم تاركاً أثراً في وجدان محبي الموروث الموسيقي الليبي.