محاولة فاشلة لتوظيف منابر “مساجد طرابلس” سياسياً
انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لرجل يتحدث عبر مكبر صوت أحد المساجد وهو يدعو الشباب إلى الالتحاق بالجبهات وصد تقدمات الجيش الوطني بعد تراجع ملحوظ في صفوف المقاتلين لدى التشكيلات المسلحة.
ويعتبر استغلال المنابر داخل المساجد، أحد أدوات الخطاب المؤثر لإطلاق الحملات السياسية وتجنيد الشباب وحثهم على امتشاق الأسلحة والدخول إلى ساحات الوغى حيث لهيب النيران.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع لرجل يصرخ بأعلى صوته مستعملاً الآيات القرآنية النقية لتوظيفها حسب هواه السياسي والأيديولوجي.
وقابل العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذه المقاطع التي انتشرت كالنار في الهشيم، بالتهكم والتندر اللذين ينمان عن وعي مجتمعي لدى سكان العاصمة.
هؤلاء الرواد الذين معظمهم من الشباب المعاصر للأحداث المتسارعة منذ سنوات طرحوا موقفهم الرافض لهذه الدعاوى بكل وضوح قائلين إن التشكيلات المسلحة حين كانت تتقاسم الأموال وتستخرج الاعتمادات لم يخطر على بالها مساعدة الشباب العاطل عن العمل، والفاقد للأمل، واليوم حين بلغت القلوب الحناجر وعلت صيحات المسلحين صار شباب العاصمة هم الملجأ والمنقذ.
منطق الرد هذا فيه من الوعي الكثير، فهو يعكس مقدار ما وصلت له التشكيلات المسلحة من انخفاض في شعبيتها جعل من الحديث الذي تسوقه والحجج التي تقدمها ضعيفة جداً ولا تؤثر على أفكار الشباب الموجودين في طرابلس والذين عبروا عن عدم استعدادهم للموت من أجل استمرار الغنائم ومنطق الفوضى.