محادثات بناءة في إسطنبول.. وملامح اتفاق قريب
بوادر تهدئة بدأت تلوح من إسطنبول، التي استضافت أول مفاوضات حضورية بعد عدة جولات من المحادثات بتقنية الفيديو، بين وفدي أوكرانيا وروسيا لوضع حد للحرب الدائرة بين البلدين، وفي نهاية اجتماع دام ثلاث ساعات، أكد رئيس الوفد الروسي فلاديمير منديسكي أن “النقاشات كانت بناءة”، مضيفًا أن المقترحات الأوكرانية ستنقل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي من الممكن أن يلتقي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تزامنا مع توقيع وزيري الخارجية المعاهدة بالأحرف الأولى، منوهًا بأن إمكانية تحقيق السلام تصبح أقرب بشرط العمل السريع على الاتفاق والتوصل إلى التسوية المطلوبة”
رئيس الوفد الأوكراني ديفيد أراخميا؛ أعلن من جهته إحراز تقدم في المحادثات، معتبرًا أن “نتائج الاجتماع كانت كافية لعقد لقاء على مستوى القادة”، وبحسب المفاوض الأوكراني أولكسندر تشالي فإن كييف اقترحت تبني وضع محايد مقابل ضمانات أمنية، مما يعني أنها لن تنضم إلى تحالفات عسكرية أو تستضيف قواعد عسكرية، مشيرًا إلى أن المقترحات شملت أيضا فترة مشاورات مدتها خمسة عشر عامًا بشأن وضع شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، ستدخل حيز التنفيذ في حالة وقف إطلاق النار الكامل.
نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين؛ أعلن أنه بالتزامن مع توصل المفاوضين إلى إعداد اتفاق بشأن حياد أوكرانيا وخلوها من الأسلحة النووية، فإنه تم اتخاذ قرار بتقليص النشاط العسكري في منطقتي كييف وشرنيهيف بشكل جذري، وفي المقابل بدا الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي، أكثر حذرا، إذا أشار إلى أن المفاوضات في إسطنبول كانت “إيجابية”، لكنها لا تسكت الأسلحة الروسية، معتبرًا أن نجاح أي اتفاق سلام يتطلب مغادرة القوات الروسية، وشدد على أنه لن تكون هناك مساومة حول سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، وأن “القوات المسلحة الأوكرانية وكل من يشارك في الدفاع هو الضمان الوحيد للبقاء”.
وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، من جهته؛ رحب بالتقدم في المفاوضات خلال الجولة التي استضافتها إسطنبول، معتبرا أنه التقدم الأهم منذ بدء المفاوضات، وأضاف “من الآن فصاعدا سيتعيّن على وزيري خارجية البلدين الاجتماع لحل أصعب القضايا”، ولفت تشاوش أوغلو إلى أن اجتماع إسطنبول انتهى، ولن يستأنف اليوم الأربعاء، فيما أشارت وسائل إعلام محلية إلى لقاء جمع رئيسي الوفدين على انفراد على هامش المباحثات.