مجلّة فرنسية: داعش يتمدّد في ليبيا
قالت مجلة جون أفريك الفرنسية، إن تنظيم داعش الإرهابي في طور إعادة الهيكلة في ليبيا متسلحا بـ 400 إلى 700 عنصر إرهابي. وأكدت المجلة أن داعش بعد طرده من سرت، تخلى عن استراتيجية التوسّع الميداني لصالح أساليب حرب العصابات.
ولفتت المجلة إلى أن الجيش الوطني ألقى القبض في 8 من الشهر الجاري على الإرهابي المصري هشام عشماوي في مدينة درنة. وقد كشف الزعيم المصري لما يعرف بـ”المرابطون” -وهي مجموعة مرتبطة بالقاعدة وقريبة من داعش في ليبيا- بعض المعلومات عن الوضع الراهن للمنظمة.
وترى “جون أفريك” أنه من الصعب التأكد من أقوال عشماوي، لكن الأمر المؤكد أنه بعد مرور عامين على دحر داعش من معقلها في سرت، فإن الجماعة الإرهابية تستفيد من الفوضى في ليبيا لإعادة تنظيم نفسها.
وقال المسؤول في مركز إفريقيا والشرق الأوسط في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، ومتخصص بالشؤون الليبية، آرتورو فارفيللي، إن داعش خسر سيطرته على الأراضي التي كانت بحوزته، لكنه لم يختف. فهو تركز عام 2014 في درنة، حيث انضمّ مقاتلون من العراق إلى بعض المجموعات التي تناصر داعش والتي كانت موجودة في البلاد.
وأضاف أنه وفي هذه الأثناء كانت مدينة سرت هي المعقل الثاني لداعش، حيث سيطر التنظيم على منطقة واسعة قوامها 50 كيلومترا. وبعد القصف الأميركي عام 2016، التجأ المقاتلون إلى الجنوب. ولم تتم محاصرة المدينةـ ما سمح للإرهابيين بالهروب إلى مسافة تبعد 80 كيلومترا من سرت. وبعد هجمات من قبل قيادة الولايات المتحدة الأميركية في أفريقيا “أفريكوم”، تراجع المقاتلون أيضا إلى جنوب البلاد، ويؤكد “فارفيللي” أن داعش موجود دائما في ليبيا، لكن التنظيم بدّل المنطقة والاستراتيجية فحسب.
وعمّا يشكله التنظيم من قدرة على الأذية في ليبيا، يقول فارفيللي: “دخل داعش في مرحلة جديدة، فهو انتقل من التوسّع الميداني إلى استراتيجية حرب العصابات. في غضون السنة الفائتة، تمكّن التنظيم من ضرب قوات خليفة حفتر وقوات فائز السرّاج. حاول التنظيم المساس بأماكن لها رمزيتها مثل مركز المؤسسة الوطنية للنفط الذي تمّ استهدافه في 11 أيلول الفائت. لقد زادت الهجومات قياسا إلى عام 2017. إن داعش في طور إعادة تنظيم نفسه، مع قدرة على ضرب مساحة واسعة من البلد، ومن ضمنها مدن مثل طرابلس. ويجب التنبه أيضا إلى أنه بعد سقوط سرت، فإن أعضاء كثر انضمّوا إلى منظّمات أخرى مثل “المرابطون” أو “القاعدة” في المغرب، وخرجت المجموعات الجهادية في جنوب البلاد أكثر قوّة”.
وبشأن تقرير صدر أخيرا عن “أفريكوم” ذكر أن بين الـ400 والـ700 عنصر من داعش يتواجدون في ليبيا حاليا، ويتركز معظمهم في المناطق الصحراوية بالجنوب، أشار المحلل فارفيللي إلى أن 80 % من مقاتلي داعش يأتون من الخارج، وأكثر من نصفهم يأتون من تونس. واليوم فإن العدد الأكبر من المقاتلين من التونسيين والمصريين الذين لم يتمكنوا من العودة إلى بلادهم”.
ولفت فارفيللي إلى أن الإرهاب يولد وينتشر في إطار من الدول الفاشلة كما في ليبيا، وبأنه طالما لا يوجد احتكار للقوة في البلد فإن داعش سيزدهر، ولم يبد فارفيللي تفاؤله بالانتخابات القادمة في ليبيا، قائلا إن هذا الاستحقاق الانتخابي الذي ينظّم بتسرّع وتحت ضغط المصالح الأجنبية، قد يؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في البلاد كما حصل تماما عام 2014.