متلازمة الحسم
خيري القاضي
ما زالت غيوم خيبة خسارة المنتخب الوطني ضمن تصفيات بطولة أمم أفريقيا في مباراته الأخيرة مع جنوب أفريقيا تلبّد سماء الجو العام في ليبيا.
فبعدما راهن غالبية الليبيين على عبور فرسان المتوسط إلى قاهرة المعز في يونيو المقبل ها قد عدنا بخفّي حنين مجددا ويبدو أن حنين سيطيل البقاء معنا.
.هذا ما يجعلنا نعيد سيناريو إخفاق المنتخب الوطني في آخر الطريق، فلو استثنينا الفوز ببطولة الشان، والتي تعدّ بطولة ثانوية مقارنة ببطولة أمم أفريقيا وغير مصنفة أساساً لدى الفيفا، سنجد أنّ تعثّرنا في المحطة الأخيرة أشبه بالمتلازمة وإن صحَّ التعبير فهي متلازمة الحسم، فما السبب في ذلك؟ ربما نحن السبب الأول في وضع لاعبينا تحت ضغطٍ لا يطيقونه.
فالتحشيد الكبير من قبل الجمهور والإعلام والصحافة لم يستوعبه لاعبونا (ومن الحب ما قتل )، ووضع مركب المنتخب في طريق واحدة وتناسى الجميع طريق الرجوع.
فجُلّ هذا الجيل لم يلعب مباريات بحضور جماهيري كبير ولم يعتادوا على هكذا ضغط نفسي ولا تزال لقطة الزكرة الليبية وهي ترافق اللاعبين إلى الحافلة التي أقلّتهم إلى ملعب المباراة أمام عينَي، وربطت هذا الموقف بقالب الحلوى الذي تخلل فوز المنتخب الأولمبي على المنتخب النيجيري في بن قردان بهدفين دون رد.
وهنا الشاهد؛ الزكرة قبل الفوز والكيك قبل الترشح؛ فكأنّنا نبعث إشارة للاعبين (حني ترشحنا ونظمو أموركم).
ما حدث في هذه الأيام يرجعنا للخلف وكأنه استنساخ لخيبات آمالنا.
ففي زمن ليس بالبعيد، فصلت بيننا وبين الترشح إلى المرحلة الأخيرة في تصفيات مونديال 2014 تسعون دقيقة في ياوندي، لم نفلح فيها للعبور وإن كانت المهمة صعبة أمام الأسود التي فقدت بريق أنيابها وقتها.
انتقالا للجيل الذهبي للكرة الليبية لم يحل طلاسم المتر الأخير في تصفيات مونديال 86 فتبخر حلم المكسيك أمام المغاربة لجيل قيل عنه الأفضل.
حتى أرضنا أدارت ظهرها لنا ولم تمد لنا يد المساعدة في نهائي 82 وهذه المرة سقطنا في المليمتر الأخيرأمام غانا بركلات الترجيح ولم ننهض حتى الآن.
أيضا البطولة العربية تواجدنا فيها في الوصافة لأكثر من مرة ولم نقطع باقي الطريق هل هو سوء توفيق أم نحن لا نحتمل الضغوطات. المحصلة واحدة سنكتفي بتشجيع دول الجوار من وراء الشاشات في كان مصر 2019 كما جرت العادة.