متربعاً على عرش الدراما الليبية.. شط الحرية يسدل ستارته الرابعة
أسدل المسلسل الفكاهي شط الحرية الذي يُبث حصرياً على شاشة 218 ستارته في الموسم الرمضاني الحالي، بعد أن قدّم 22 لوحة فنية عبر حلقاته التي مثّل من خلالها بجدارة دراما الواقع، وعالج في طرح جديّ تقمص عباءة الفكاهة والهزل المواضيع التي ظلت بعيدة عن الشاشة بحرفية نقدية لامست الوجع، واقتربت من دوائر الممنوع.
دراما عاشها الليبيون وتفاعلوا مع أدق تفاصيلها أضحكتهم بصدق بأداء فكاهي مغمور بالعفوية، وأبكتهم في لحظات مؤثرة، تفاعل معها الجمهور في الحلقة الوداعية للراحل صالح الرقعي لتتحول أسرة شط الحرية وشخصياتها لشريك ليبي رمضاني للأسر الليبية، التي تحرص على عدم تفويت العرض الحصري الذي تقدمه 218 عبر شاشتها ومنصاتها على السوشال ميديا، التي حققت أرقاماً قياسية غير مسبوقة على صعيد العروض الفنية المحلية.
ويرى ناقدون فنيون أن نجاح مسلسل شط الحرية يأتي عبر إبداعه في صناعة حالة فنية متفردة ومتفاعلة، تمثلت في فتح باب التحليل ومحاولة إسقاط الشخوص الدرامية على الواقع، وتركت للمشاهد مساحة يربط من خلالها الدراما بالواقع، وهي قراءة تختلف من مشاهد لآخر تُوحّدها رؤية مخرج العمل فتحي القابسي الذي وحّد الليبيين عبر بوابة الهموم الجامعة.
رسائل فنية تولى نجوم المسلسل إبرازها وتغليفها بكوميديا صادقة لا تغادر لحظية العرض، وإنما تفتح نقاشات مطولة في المغزى والمآلات، رسالة وصلت لكل بيت ليبي بميزانيات مالية متواضعة وبأداء فني ترفّع عن الإسفاف وسطحية العرض، وبكوادر محلية أثبتت بجلاء أن الفن هو رسالة مجتمع، ومعيار نجاحه يتحدد بتفاعل الجمهور الصادق وليس بتأثيرات الفنتازيا والإمعان في الجودة البصرية الخادعة.. انتهى عرض شط الحرية بتصفيق حار ووداع يتشوق للقاء قريب أضحك وأبكى، إلا أنه ظل بلا منازع علامة فارقة في الدراما الفكاهية المحلية.