مبادرة عقيلة.. اختبار لجديّة المجتمع الدولي في التسوية
تقرير 218
بين مبادرة المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب وتعالي أصوات من الاتحاد الأوروبي تطالب بالعودة إلى المسار السياسي، الكثير من الاختبارات لمدى جدية الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي عموما في إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية أم هو مجرد حبر على ورق تحترق تحت نيران المعارك.
وينشغل الرأي العام المحلي والدولي بأسئلة عن ما مدى جدية الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي ومدى المصداقية في إنهاء الأزمة الليبية، لاسيما مع التدخل التركي المعلن والمخاوف الأميركية من تدخل روسي أكبر، ردا على الوجود التركي الذي استفحل في غرب البلاد. تساؤلات كهذه وأكثر يطرحها ليبيون، لاسيما في ظل مبادرة رئيس البرلمان عقيلة صالح.
وفي هذا الصدد قد تختبر الخارطة السياسية التي اقترحها عقيلة صالح، جدية المجتمع الدولي في فرض تسوية عادلة تضع في اعتبارها توازنات المعارك على الأرض وتعيد النظر فيما آلت إليه مخرجات اتفاق الصخيرات وما تبقى منه.
بعض الأصوات الليبية التي ترى جدوى مبادرة عقيلة صالح تضع الكرة في ملعب بعثة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للإشراف على هذه المساعي وبمشاركة الدول الكبرى بما فيها روسيا والولايات المتحدة لمساعدة الشعب الليبي على الخروج من المحنة.
عودة الصوت السياسي الليبي وجنوح طرف منه إلى السلام متمثلا في البرلمان ومبادرة الجيش بانسحابات جزئية يتوافق مع أصوات أوروبية يمكن اختبار جديتها، آخرها تصريح الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل حين قال “إن ليبيا تقع على “عتبة دارنا” وأزمتها تمثل اختبارا لمصداقية أوروبا”.
مبادرات تنطلق من الداخل وأصوات دولية تتعالى من الخارج تطالب بالعودة إلى المسار السياسي، لإيجاد حل سياسي للأزمة، ما لم تؤخذ على محمل الجد ستظل مجرد حبر على ورق يحترق تحت نيران المعارك.