ما يسمى بنظام المرابحة الإسلامية.. هو الربا أضعافا مضاعفة
علي الرحيبي
* النظام المصرفي نظام عرفته البشرية بشكله المتكامل مع ظهور النظام الرأسمالي
* جوهر النظام المصرفي هو عمل تمويلي يقدم التمويلات المالية للمشاريع الاقتصادية المختلفة ولأن المشاريع صارت كبرى وتحتاج لتمويلات مالية هائلة لا يمتلكها فرد بمفرده جاءت فكرة البنك أو المصرف ليستقطب الأموال من الناس ويغريهم بأنه سيقدم لهم فائدة على ودائعه النقدية ويقوم المصرف بتمويل المشاريع على شكل قروض يقدمها لأصحاب المشاريع مقابل فائدة أعلى من الفائدة التي التزم بدفعها للمودعين..
هذا هو جوهر العمل المصرفي. ( مضافا إليه أعمال مالية أخرى تتعلق بالتحويلات البنكية وانتقال النقود عبر العالم وإدارة حسابات الزبائن الجارية ولعب دور الضامن… إلخ)
وباختصار فإن العملية البنكية ليست إلا ترجمة حديثة للعملية التربوية. وليس إلا تجسيدا لنشاط ما يسمى بالرأسمال المالي.
***
منذ عقود اخترع أصحاب الأموال عنوانا أسموه بنوكا (إسلامية!!!) أو نوافذ إسلامية في محاولة لإخفاء ذلك الجوهر الربوي ( الذي يحرمه ويجرمه الإسلام بكل حسم وقوة) مخترعين عناوين. من قبيل ( المرابحة. والتورق.. إلخ!!!) مركزة نشاطها ببساطة ودونما تركيز على رنين العناوين والمسميات باستدراج الناس المحتاجين للسلع لتتولى هذه البنوك والنوافذ ( الإسلامية؟؟!!!) باستخدام أرصدتها المالية شراء هذه السلع وبيعها للمواطن المحتاج بأقساط وبفارق سعر ( أو بفائدة على الأصح) تصل إلى ما يزيد عن 25%!!! وبطريقة تهون أمامها الفوائد الربوية التي كانت تأخذها المصارف في صيغ الإقراض والسلف التي تعتمدها..
***
في ليبيا الآن وتحت ستار أسلمة المصارف وتجريم وتحريم العمل الربوي… تكشر المصارف عن أنيابها. وتعلن عن مرابحاتها وفق هذا التمويل الجائر إضافة إلى كونها أصلا تقدم تمويلاتها في سلع لا تقدم أي تطوير لمجمل النشاط الاقتصادي
ولذلك على المواطن المحتاج أن ينتبه إلى هذا الفخ اللعين وأن يقاطع هذه البنوك والنوافذ ويحارب جشعها إلى أن تضع عوائد معقولة تتناسب وشكل هذه الخدمة التي صارت بصيغتها المطروحة أشد على المحتاج من الربا الذي كان أضعافا مضاعفة.