ما وراء التخييل أو السرد الواعي بذاته
أنايا م. بيكر
ترجمة: عمر أبو القاسم الككلي
“ما وراء التخييل Metafiction ” آلية من آليات السرد، من مثل كسر الحائط الرابع في المسرح، يطالب العمل عبرها بشكل واع الاهتمام به باعتباره عملا من أعمال التخييل. يعلق “ما وراء التخييل” عدم إيمان القارئ من خلال مخاطبته مباشرة أو مناقشة وضعه الخاص.
سلك “ما وراء التخييل” طرقا عديدة متنوعة، إلا أنه ظل، دوما، ينطوي على وعي داخل التخييل بأنه هو ما هو عليه، أي أنه عمل تخييليٌ.
تشمل آليات “ما وراء التخييل” الشائعة:
* مخاطبة القارئ.
* قصة داخل قصة.
* قصة عن شخص ما يقرأ قصة أو يكتب كتابا.
* شخصية تعي أنها طرف في قصة.
* التعليق على قصة أثناء روايتها، سواء عن طريق الهوامش أو في المتن.
* قصة من قبل سارد يعرض نفسه كشخصية [في القصة] وفي نفس الوقت سارد [لها].
بشكل عام، ينظر إلى “ما وراء التخييل”، الذي انبثق كجنس أدبي فرعي مكتف بذاته، على أنه أحد فروع ما بعد الحداثة الأدبية. فاستخدامه تقنياتٍ مختلفة تحدد وضع قصة ما باعتبارها مشروعا تخييليا، يجعل القارئ أكثر اندماجا ومشاركا فاعلا، عبر إحساس حاد بإدراك العلاقة بين القارئ والقصة.
عادة ما يستخدم “ما وراء التخييل” تقنيات رواية القصة الشفهية التي يتقمص فيها الحاكي the teller دورا خاصا من أدوار الرواي narrator مع تمتعه ببعض الصلاحيات. على سبيل المثال التعليق على الحكاية tale أو تغييرها لتلائم الهدف المنشود من قبل السامع.
حين يقدم المؤلف عملا من أعمال التخييل فهو يقدمه باعتباره بناء تخييليا (وليس تدريبا على الواقعية). وهذا يمنحه حرية أكبر في الافتراق عن الأفكار التقليدية الخاصة بشكل هذا العمل ووظيفته، الأمر الذي يترك للقاريء، عادة، حرية استمداد نتائجه الخاصة، الارتياب في الفرضيات، أو، على العكس، يصبح مندمجا في العملية الروائية narrative process.
إضافة إلى ذلك، يقدم “ماوراء التخييل” نمطا يمكن فيه للكتّاب متعددي الثقافة أو الكاتبات النسويات ضم جوانب من الحكاية التقليدية والأسطورة والحكايات الشعبية في مناخ الأدب الغربي، ميسرين بذلك التعبير الثقافي داخل ما كان متصورا سابقا على أنه حرم domain حصري وثابت.