ما علاقة صراع العروش بحرب طرابلس؟
محمد الطيب
” تنويه “
| المقال به بعض أحداث مسلسل صراع العروش |
المسلسل الأكثر مشاهدة في التاريخ صراع العروش، الذي استطاع خلال مواسمه الثمانية أن يكون حديث الصحافة العالمية طوال سنوات عرضه على شبكة HBO، وحديث الليبيين أيضا في منصات التواصل الاجتماعي والمقاهي اليوم.
تدور أحداثه الخيالية حول صراع بين الممالك السبعة على عرش واحد بعد أن نزع من ملك يدعى “الملك المجنون” وهو من عائلة التارقيريان المعروفين بتربية التنانين.
بدأت العديد من الصحف العربية مقارنة أحداث المسلسل بما يدور في أرض الواقع من حروب وثورات وصراع بين دول أحيانا، وبين شعب واحد أحيانا أخرى.
وصولاُ إلى الحلقة ما قبل الأخيرة والتي شبهها الكثير من المعلقين في الصفحات الليبية بالحرب الدائرة حول مدينة طرابلس وداخلها، إذ استطاعت إحدى بطلات المسلسل “دينيريس ترقاريان” أن تجمع جيشها وتسيطر على جميع مدن وممالك المنطقة إلا أنّها لم تستطع أن تطيح بالعاصمة بعد، فتصل بجنودها وتنينها الى أسوار العاصمة ليضعها العدو المحصن في الداخل أمام خيارين أحلاهما مر، إما محاصرة العاصمة لفترة أطول واستسلام من بداخلها، لكن هذا يعطي فرصة لهروب بعض الرؤوس المدبرة وربما حدوث خيانات في صفوف حلفائها، أما الخيار الثاني، فهو إحراق المدينة وحدوث خسائر بشرية كبيرة، لكنها تضمن دخول العاصمة والقبض أو القضاء على أعدائها وأن تحكم العاصمة بالترهيب والضرب بيد من حديد، وهذا ما تم تشبيهه بأحداث حرب الجيش الوطني الذي قام بالسيطرة على أغلب مدن ومناطق ليبيا وصولا الى العاصمة الليبية طرابلس، التي ما زالت تحت سيطرة العديد من التشكيلات المسلحة المتحالفة والمتحصنة داخلها.
كتب أحد المعلقين الليبين في الفيسبوك: “بالله جيبي التنين بتاعك لي وادي الربيع واحرقي الي ليهم شهر يتعاركو”، وهنا وبطريقة ما يدعم خيار استخدام القوة بدل المماطلة، حتى لو أنّ هناك خسائر بشرية كبيرة.
لم تقف المقارنات هنا فقط بين أحداث المسلسل وأحداث حرب طرابلس، بل أيضا هناك طرف ثالث كان موجوداً بالمسلسل ويدعى “نايت كيق” والذي يقود جيشا من الموتى يسعى لنشر الظلام على الأرض وكان عدواً مشتركا لجميع الأطراف المتنازعة على الأرض، شَبَّهَ البعض هذا الجيش بداعش، الذي بالفعل تم القضاء عليه كليا في المسلسل ونسبيا في ليبيا، حيث من وقت ظهور داعش داخل ليبيا كان هذا التنظيم المتطرف العدو المشترك لكل الأطراف الليبية في الشرق والغرب.
نهاية سقوط العاصمة في المسلسل كانت دموية، هناك من اتفق معها وهناك من انتقدها جملة وتفصيلا، أما حرب تحرير العاصمة طرابلس، فلم تجد نهايتها بعد، فما الخيار الذي سيتخذه الجيش؟ بعيداً عن أحداث المسلسل الشهير صراع العروش.