مهن ليبية رمضانية مستمرة منذ عقود.. تعرف عليها
تقرير/ 218
يُعرِّف الليبيون أنفسهم بأنهم من أكثر الشعوب التي تدين بالإسلام، اهتماماً بشهر رمضان الكريم فيقضون نهاراته في السعي خلف كل ما يضفي تميزاً لليالي الشهر، وإن تغير إحياء هذه الليالي الرمضانية مع تقادم الزمن ودخول الحداثة ومتغيراتها عند كُلَّ عقد من الزمان.
تميز موسم رمضان الليبي بظهور مهن وحرف عدة يعيشها الناس فقط خلال الشهر الفضيل، ولا تجدها في ما تبقى من أشهر العام أو تعثر عليها أحياناً في شكل نادر الحدوث.
في رمضان ينشط صناع العسلة والزلابية منهم من يلتحق بالأفران والمخابز، ليتخذ منها مكاناً لصناعته ومنهم من يتخذ ركناً في شارع ما لإعداد هذه الحلويات التي يكثر الإقبال عليها في شهر رمضان بالأساس، وبالتالي يكثر من يحترفون بيع هذه المقليات المحلاة على أرصفة الشوارع والأسواق الشعبية.
وتنتشر أيضاً مهنة بيع حلويات أخرى يتناولها الليبيون بعد الإفطار مثل “المقروظ” ولقمة القاضي وبلح الشام ورقيبة العزوز والخشكنان والدبلة وغيرها، فيتعدى هذا النشاط المحلات الخاصة بها ليمتهنه آخرون كمصدر رزق إضافي، ولتغطية الحاجة والطلب المتزايد على هذه الصنوف من الحلويات الشعبية.
يظهر في عشيات الشهر الكريم أيضاً باعة الأشربة الرمضانية وفي مقدمتها “الروزاطة”، وهي عصير اللوز المخلوط بالحليب، علاوةً على المهن المنزلية للنسوة التي تعرض منتوجاتها عند أصحاب الدكاكين مثل البسيسة والروينة والزميتة والحلبة ومسحوق القصب “السحلب”، علاوة على ظهور صنَّاع شراب اللبن وباعته في كل مدن البلاد، حيث يشتهر الليبيون بتناول أصناف التمور مع اللبن في الإفطار مع الزميتة أو البسيسة قبل الإفطار الرسمي مع الشربة الليبية وغيرها من أطعمة.
يشار إلى أنه مع ظهور التلفزيون في نهاية ستينيات ومطلع سبعينيات القرن الماضي، ثم تناميه مع البث الفضائي ثم السوشيال ميديا تقلصت العادات القديمة في المهن الليبية التي تظهر فقط في رمضان، ففي الماضي كانت مهنة المسحراتي الذي يلف شوارع كل مدينة ليوقظ الصائمين وقت السحور، وأيضاً في بعض المدن القديمة كان لديهم ما يشبه الحكواتي وقصص الأراغوز، وغير ذلك من الطقوس الشعبية التي تجلب البهجة للصغار والكبار في الشهر الفضيل، وفي العهد الحديث انحسرت واقتصر الأمر على بعض المهن المتعلقة ببعض الأشربة والمأكولات.