ما بعد مبادرة السراج يكشف “عمق الأزمة”
تقرير| 218
بعد ساعات من طرح رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج مبادرته للحل السياسي، تراجع عن بسط يده بالكامل للصلح ليكشف عدم استعداده لمحاورة القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر مباشرة.
وكانت هذه الساعات كافية لتعكس عمق الأزمة، وتطرح أسئلة حول قدرة أحد أطراف الصراع السياسي على أن يقود جهود الحل، بعد أن تحول الرئاسي من جسم وفاقي، إلى قيادة سياسية لطرف في الأزمة.
وتزامنت المبادرة مع تصريحات متكررة لقوات الوفاق، بمقدرتها على الحسم العسكري، فيما فسر بعض المتابعين خطوة السراج بأنها تراجع على الأرض، بينما يفترض آخرون أن المبادرة والتصريحات النقيضة لها تعكس صراع الأجنحة داخل الوفاق، بين الهادفين لعودة العملية السياسية والمصرين على استمرار الصراع العسكري.
وألحقت الأسئلة التي أحاطت بما أنتجته الساعات السريعة، حيرة لدى الباحثين عن آليات حقيقية للخروج من دوامة الصراع المسلح، نتيجة مواقف الأطراف المختلفة بالدرجة الأولى إلى جانب ثبوت عدم إمكان أن يكونوا خصوما وحكاما، فضلا عن تعثر العديد من المحاولات الخارجية، ما يجعل الليبيين أمام مهمة صعبة في البحث عن آلية تعيد الخلافات إلى طاولات الحوار وبيانات السياسة، بدلاً عن اشتعال المدافع ودوي الرصاص.