ما بعد بروكسل: هل يلتقي حفتر والسراج؟
تقرير| 218
يجمع مراقبون على أن سلسلة الاجتماعات الدولية حول ملف الأزمة الليبية وآخرها لقاءات المبعوث الأممي في بروكسل لها مابعدها، كأن يرشح عنها لقاء بين الأطراف الليبية وعلى رأسها رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج والقائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر.
شكّل تاريخ الثالث عشر من مايو الجاري، منعطفًا جديداً في مسار الملف الليبي، بعد اجتماع حلف شمال الأطلسي مع المبعوث الأممي غسان سلامة حول المستجدات الميدانية وإمكانية استئناف العملية السياسية في ليبيا.
تزامن هذا مع الاجتماع الآخر الذي عُقد أيضاً في بروكسل، مقرّ الحلف، لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، وكان الإجماع في الاجتماعين، على وقف إطلاق النار وعودة المسار السياسي في ليبيا.
ضرورة العودة إلى طاولة الحوار، بين الطرفين الرئيسين في ليبيا، فائز السراج والمشير خليفة حفتر، هذا ماتعمل عليه جل القوى الدولية المهتمة بملف الأزمة لإقناع الطرفين بالجلوس وإنهاء النزاع المسلح .. ولكنّ:
الأوضاع الميدانية على الأرض، اختلفت ووصارت أكثر تعقيدًا مِمّا هي عليه في بداية الاشتباكات، وهو الأمر الذي انتبه لهُ السراج، فطالب بعودة قوات الجيش الوطني إلى ما قبل تاريخ الرابع من أبريل، بالعودة إلى مواقعها السابقة والانسحاب من المواقع التي سيطر عليها.
العقبات التي تواجه السراج، تكاثرت، فهو اليوم لا يتحكم وحده في مناطق سيطرته، بعد تعمق بعض الأطراف في المعركة، منهم وزير الداخلية باش آغا وقادة الكتائب المسلحة، على وجه الخصوص. وأي تسوية سياسية أو إعادة رسم خارطة لمسار سياسي ما، يجب أن تُمرّر إلى شُركائه الجُدد وحلفائه في القتال ضد قوات الجيش.
في المقابل، لم يقفل حفتر باب الحوار السياسي، ولكنه أصرّ على بقاء قوات الجيش في مواقعها في المنطقة الغربية، لتُمثّل ورقة ضغط ، في أي تسوية سياسية، يتفق عليها المجتمع الدولي.
من جهة أخرى باريس وروما تواصلان بحثهما نحو حلٍ ما، كل من زاويته. الخارجية الفرنسية استبقت في هذا المضمار، في إعلانها أن ماكرون ينوي لقاء حفتر قريبًا، ولم تغفل جارتها روما هذه الدعوة، وأكدت هي الأخرى، أن رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي، يأمل في لقاء المشير قريبا.
يبقى السؤال الأهمّ في كل هذه المساعي الدولية، من يُبادر ويتصل بالطرف الآخر، ومن يملك زِمام الأمور، والاتفاق الشامل بين جناح سياسي، يُمثّله السراج، والجناح العسكري المسيطر على أغلب مناطق ليبيا، يمثله المشير خليفة حفتر.
لا توقّعات تُلوّح بالأفق، لأن الأمنيات والرؤى السابقة لليبيا، تغيّرت وأصبحت أكثر وضوحًا، مِمّا كانت عليه، ولم يعد واقع الحال كما كان عليه، بل أكثر تعقيدًا قد يُفكّك وتنتهي الأزمة بصورة تذكارية، بين الحلفاء والخصوم في آن معاً فهل يتفق فائز السراج وخليفة حفتر هذه المرة؟