مجلس النواب الأميركي ودوره في ليبيا
ترجمة خاصة218
في مقال نشره المحلل والمستشار السياسي وخبير الأزمات الدولية “فرانك تالبوت”، والمهتم بالشأن الليبي منذ عام 2011؛ تساءل حول الدور الذي يمكن أن يلعبه مجلس النواب الأمريكي للتأثير على الأوضاع في ليبيا.
يعتقد تالبوت في مقاله، أنّ مجلس النواب الأميركي سيعود إلى نشاطه من جديد خلال شهر يناير القادم، وهذا يعني مزيدا من الرقابة على إدارة الرئيس دونالد ترامب الأميركية، خاصة فيما يخص العلاقات الخارجية للبلاد.
ويشير تالبوت إلى أن الرقابة ستشمل العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على كل من كوريا الشمالية، وروسيا، والصين، وإيران، بالإضافة لعلاقات الولايات المتحدة مع المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والناتو، خاصة فيما يتعلق بالترويج لمبادئ الولايات المتحدة في الخارج مثل التشديد على تطبيق حقوق الإنسان والديمقراطية.
ويؤكد بأنه، وسط كل هذا، تظل القضية الليبية واحدة من أهم القضايا التي يجب أن تشغل أجندة مجلس النواب، فما زال هناك الكثير لفعله من أجل التغلب على المعوقات الدولية التي تقف أمام الولايات المتحدة والتي تؤثر على علاقاتها وسمعتها الخارجية – وفقًا لكاتب المقال-.
تأثير هجوم بنغازي
و تطرق تالبوت إلى حادث بنغازي قائلاً: “في عام 2012 أدى تسييس التحقيقات في الهجوم الذي وقع على البعثة الدبلوماسية الأمريكية في بنغازي إلى التأثير على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بالإضافة للتأثير على علاقات الولايات المتحدة الدبلوماسية في العالم بشكل عام”.
وأضاف “في ليبيا نفسها، ظهر التأثير على هيئة ضعف في التواصل بين الحكومتين وابتعاد النفوذ الأميركي عن ليبيا وكل قضاياها بشكل تدريجي”. منوهاً بالاختفاء التدريجي للوجود الدبلوماسي الأميركي من المدن الليبية باستثناء العاصمة طرابلس، ثم إغلاق السفارة عام 2014، متبوعًا بتطورات الأحداث الليبية، والذي أسفر عن ابتعاد الوجود والتمثيل والزيارات الدبلوماسية من البلد نفسها.
وأشار تالبوت إلى أن نتيجة المشهد الحالي تأتي كتأثير طبيعي لعدد من المتغيرات، يتعلّق جزء كبير منها بالطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع ليبيا منذ هجوم بنغازي 2012 والذي وضع واشنطن في حالة حذر دائم من أن الهجوم يمكن أن يتكرر مرة أخرى نتيجة الوضع السياسي الراهن في أي وقت.
وتابع: «لم يؤثر ذلك فقط على ليبيا وحدها، وإنما يمتد ليؤثر على عدد من البعثات الدبلوماسية الأخرى لدول يشبه واقعها ليبيا مثل اليمن، وشمال السودان، حيث خشيت البعثات الدبلوماسية هناك من أن تكون هي نفسها «بنغازي القادمة» وأن تشهد ما شهدته المدينة الليبية».
وقال تالبوت إنّ هجوم بنغازي أدى إلى إثارة الكثير من المخاوف الأمنية – وفقًا للمقال- ونتيجة له تم تطبيق الكثير من الإجراءات الأمنية الجديدة الأمر الذي جاء في مصلحة الجميع، ولكن بشكل عام فإن مجلس النواب الأمريكي عندما يبدأ عمله عليه أن يتخذ مزيداً من الإجراءات التي توضح للإدارة الأمريكية ضرورة عودتها للمشهد السياسي الليبي، ولكي تفعل أفضل ما يمكنها حول الوضع الحالي هناك “من وجهة نظر الكاتب”.
ولفت إلى أن النائبة الأميركية المتقاعدة إليانا روس ليتينن، رئيس لجنة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الفرعية، والتي تُعدّ أحد فروع لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، كانت قد بدأت بإرسال رسائل مشابهة للحكومة الأمريكية عندما قالت:
” لقد حان الوقت لتعيين سفير أميركي جديد في ليبيا في أقرب وقت، وإعادة فتح السفارة حتى يكون لنا دور دبلوماسي ونزيد من وجودنا على الأراضي الليبية. وعلى الإدارة الأميركية أيضًا تعيين مبعوث دبلوماسي جديد حتى يكون لدينا مبعوث يمكنه العمل مع شركائنا لوضع سياسة أمريكية محددة وواضحة تجاه ليبيا، مهما كانت هذه السياسة. يجب على الإدارة أيضاً أن تملأ فراغ المبعوث الخاص بأسرع ما يمكن حتى يكون لدى الولايات المتحدة دبلوماسي آخر متفانٍ يمكنه العمل مع شركائنا وتنسيق سياستنا في ليبيا، مهما كان اتجاهها”.
ويقول تالبوت إنه على الرغم من أن هذه الخطوة يمكن وصفها بالخطوة الأولى الايجابية، فإنّ مجلس النواب ما زال يمكنه فعل المزيد.
التأكيد على المبادئ الأمريكية
وفي حين أن السلطة التنفيذية هي من لها الصوت الرئيسي واليد العليا فيما يخص للسياسة الخارجية الأميركية، غير أن “الكونغرس” ما زال يحتفظ بدور مهم للغاية ليس فقط في الإشراف على الإدارة، إنّما أيضًا في التعبير عن القيم الأميركية دوليًا.
لقد عبّر الديمقراطيون أكثر من مرة عن انزعاجهم لعدم اهتمام الإدارة الأميركية الحالية بهذا الجزء خلال عملهم، وبشكل خاص المبادئ الخاصة بحقوق الإنسان، وحرية الصحافة ومبادئ الديمقراطية، كما يوضح الكاتب.