ماذا يعمل الحبري؟
في 19 ديسمبر 2017 صوت مجلس النواب على اختيار محافظ جديد للمصرف المركزي بعد إقالة “الصديق الكبير” الذي عينه المجلس الانتقالي بثلاث سنوات.
استغرق اختيار محافظ جديد أكثر من ثلاث سنوات من مجلس النواب ليجتمع ويقترح ويقرر، فصار محمد الشكري المحافظ المنتخب بعد كل هذه السنوات والوضع المتردي.
مرت أسابيع ليقسم الشكري اليمين أمام البرلمان في نهاية يناير وسط ترقب لكلمته التي لم تحتو خطة واضحة، بل كثيراً من الوعود والتوقعات.
خلف كواليس هذا الانتخاب كان علي الحبري ينتظر، نائب الكبير الذي أقام مصرفاً مركزياً في البيضاء، تحصل على الاعتراف به من قبل مجلس النواب وصار واقعاً.
حقائق كشفت في وقت سابق أن الانقسام كان في اللجنة الإدارية للمصرف المركزي، لكن حقيقة كان الحبري نائباً، أو عضواً في هذه اللجنة الإدارية المنقسمة، لكن ذلك لم يمنعه واللجنة من طبع العملة بل وسك دينار معدني رفضه الكبير.
بعد انتخاب الشكري وحلفه اليمين بقي دور الحبري في القادم مجهولاً، فلا تصريح ولا قول، ولا تسليم ولا استلام.
لكن هذا الصمت المطلق من الحبري، لم يمنعه من حضور اجتماع لجنة إعادة الاستقرار إلى بنغازي، بصفته التي لم يتنازل عنها لسنوات ثلاث “محافظ مصرف ليبيا المركزي”، من دون أن توضح الحكومة المؤقتة، الجهة المعلنة عن الاجتماع الذي رأسه رئيسها، ماهية دور الحبري أو “ماذا يعمل؟”.
هنا تبرز المخاوف من ثلاثيات المسؤولين التي لا تنتهي، أن تمتد إلى المركزي، ليبقى الحبري في مركزه منافساً للشكري المنتخب، أو أن الشكري لا يهدف إلى اتخاذ مصرف البيضاء مقراً له، بل ترتمي عينه على مقر الكبير الذي لم يفارقه منذ 2011 وكأنما ورثه عن قاسم عزوز ورثاً لا خلفاً.
تظل الأسئلة تنتظر إجابات من مجلس النواب والحكومة المؤقتة عن استلام الشكري، ودور الحبري، ومتى يكون المصرف المركزي مصرفاً واحداً لا مؤسسات عدداً.