ماذا لو استعملت لحمايتنا!!
سليمان الباروني
ما إن أعلنت القيادة العامة للجيش عن عملية “تحرير طرابلس”؛ حتى ظهرت كمية من الأسلحة والعتاد العسكري والآليات المسلحة بالآلاف، بصورة لم تُرَ من قبل في ليبيا، وتكاد تضع ليبيا بمرتبة متقدمة في تصنيفات أقوى الدول عسكرياً على الأقل في الشرق الأوسط.
لسنوات عانينا من حدود منتهكة، إرهابيّون يتحركون بحرية على أراضينا بسبب عدم حماية تلك الحدود، آلاف المهاجرين المتدفقين إلى أراضينا، وكان التبرير دائماً أن ليبيا لا تملك إمكانات كافية لحماية حدودها وأراضيها، والجميع يتحدث عن رفع حظر السلاح الدولي، ولكن ماذا لو استعملت هذه الترسانة الهائلة التي ظهرت من الطرفين لحماية حدود ليبيا ولحماية مواطنيها بدلاً من تعريضهم لخطر الحرب الأهلية.
لا شك أن الجميع يرى نفسه صاحب الحقّ في هذه الحرب التي لن يكون فيها رابح فالكل ليبيّون مع تعدد أسباب دخولهم في هذه الحرب، عناصر بالآلاف لدى كلا الطرفين، ماذا لو تم توظيفهم في حماية حدود بلادنا، وحفظ أمن مواطنيها، ألن يكون الوضع مختلفاً، ألن تتوقف عمليات التهريب؟ ألن تتوقف تدفقات المهاجرين والإرهابيين؟ ألن تنتهى أزمتنا الأمنية التي عانينا منها لثماني سنوات وما تزال مستمرة؟!
مشهد الشباب المشارك في هذه الحرب الذي يصوب بندقيته تجاه أخيه من الضفة الأخرى للوطن نفسه، لم ولن يعجب أحدا، غير أنّ دخولهم في هذه الحرب التي يتصارع فيها الجميع على أرض الوطن لن تفيد أحد، ففي النهاية ستكون الأضرار البشرية ليبية، والأضرار المادية ستكون ليبية أيضاً؛ فمن المستفيد؟
ماذا لو استيقظنا من هذا السبات العميق، والوهم بأن الجميع مهتم لأمرنا والجميع يريد مساعدتنا! كلُّ التصريحات الدولية الأخيرة تحدثث عن حقن دماء الليبين، لكن إذا الليبيّون أنفسهم لم يهتمّوا بحقن دمائهم فهل تعتقدون أنهم يهتمون؟ تلك التصريحات المزيّنة بالإنسانية في ظاهرها المهتمة بالنفط والوضع الاقتصادي في باطنها، لن تضيف شيئاً لنا كليبيّين فإذا لم نستيقظ من هذا الوهم لن نستطيع يوماً أن نعيش في وطننا الذي أصبح محور صراعنا وسنخسره بسبب تعنتنا ضدّ بعضنا بعض.