ماذا فعلت يا ساسي بـ”الفراعنة”؟
آزاد عبدالباسط
لا سؤال في الأوساط الرياضية المصرية، الشغوفة بأشهر لعبة في العالم سوى السؤال الذي يسأل مباشرة: كيف استطاع لاعب تونسي أن يأخذ بعقول ملايين المصريين؟ وأن يسرق أنظارهم واهتمامهم؟ بل وحتى الهتاف له بقوة على مدرجات الملاعب المصرية وهو يلعب مع منتخب بلاده في نهائيات كأس أمم أفريقيا التي استضافتها مصر، ويُسْدَل الستار عليها اليوم الجمعة بنهائي مثير يجمع الجزائر والسنغال.
لا أحد يعرف بدقة ما الذي فعله اللاعب التونسي الفرجاني ساسي بعد موسم واحد مع نادي الزمالك، فالمصريون يتدفقون بالآلاف لدعم وتشجيع الفرجاني، وكأنه ابن هذا البلد الذي أنجب أساطير في كرة القدم، فحبهم لهذا الفتى التونسي كان أقوى منهم مما جعلهم لا شعوريا يهتفون باسم تونس في مدرجات ملاعب القاهرة، فيما لا يختلف اثنان على موهبة ساسي التي جعلت منه نجما في كل فريق يلعب فيه، بداية من الصفاقسي إلى ميتز الفرنسي إلى الترجي والنصر السعودي وصولا إلى الزمالك المصري، علما أن الاهتمام بساسي لم يقتصر على جمهور الزمالك، فالأمر امتد إلى رئيس النادي مرتضى منصور الذي قال حرفيا إن ساسي هو أفضل لاعب محترف دخل مصر حتى اليوم.
منذ أن وطأت قدمي أرض الكنانة، وحتى بعد أن غادرت تونس مونديال أفريقيا، لا أحد يريد أن يطوي صفحة الموهبة التونسية التي فجّرت اهتماما لافتا في الشارع المصري، إذ استمرت الجماهير بمغازلة ابنها الفرجاني ساسي، الذي ملك قلوبهم في زمن قياسي في حدث لم يسبقه إليه أحد بعد موسم يتيم مع الزمالك، إذ كان هذا الموسم كافيا لابن تونس الخضراء لينقش اسمه بحروف من ذهب في قلوب المصريين.