ماذا تخبّئ لنا مايكروسوفت في الجيل الجديد؟
مايكروسوفت شركة عريقة للغاية، تأسست عام 1975، والآن هي واحدة من أكبر الشركات على مستوى العالم من حيث الإيرادات السنوية، وكذلك من حيث رأس المال. منذ بدايتها وهي تناطح أبل رأسًا برأس، وبالفعل دخلت في شراكات عديدة وخاضت تجاربًا كثيرة للغاية، بهدف الدخول في عالم الهواتف الذكية. وبالرغم من فشل تلك التجارب مع (نوكيا) بالتحديد، لم تستسلم مايكروسوفت أبدًا. وبالفعل دخلت في سوق الأجهزة اللوحية، والتي حققت فيها نجاحًا قويًّا بجهاز الـ Surface خاصتها، وكذلك أجهزة الرسم اللوحية الجبّارة التي تقدمها للمحترفين.
كل هذا يدل على أن مايكروسوفت تتعلم من أخطائها، وكذلك تبذل كل ما في وسعها للمنافسة بشرف في السوق. هذا تجسد بقوة في أجيالها المتعاقبة من جهاز الـ Xbox الأشهر من نار على علم. مؤخرًا أعلنت سوني (العدو اللدود لمايكروسوفت في سوق الألعاب)، عن جهازها الجديد: الـ PS5. وهذا يدفعنا للتساؤل: هل الـ Xbox الجديد سيرقى لمستوى المنافسة؟ وماذا تُخبئ لنا مايكروسوفت في جعبتها بخصوص الجيل الجديد تحديدًا؟
استوديوهات جديدة وشراكات مثيرة للانتباه
مايكروسوفت تعرف أن قوة سوني تتمركز في الحصريّات، لا الهارد وير. سوني دائمًا ما تتغنى بقوة القصص التي تقدمها في ألعابها الحصرية، حتى وإن كان الجيم بلاي مزوداً بـ 30 إطارا في الثانية فقط في أغلب الحالات. لذلك فكرت مايكروسوفت في تبني نفس النهج، وبالفعل قامت بشراء استوديوهات تطوير ألعاب (كاملة) لها، لصنع حصريات لمنصّات مايكروسوفت فقط مثل Xbox و PC. وهذا يجعل الفائدة الضِعف، هنا يمكنك لعب نفس الحصرية على منصتين، بينما في سوني أنت مرهون بالـ PS فقط.
الآن في جعبة مايكروسوفت 15 استوديو بالتمام والكمال. منها استوديوهات استحوذت عليها بالكامل، ومنها استوديوهات أنشأتها من الصفر لنفسها بغرض تطوير الألعاب من جهة، وترويجها من جهة أخرى.
وقائمة الاستديوهات كالآتي:
343 Industries
Compulsion Games
Double Fine
inXile Entertainment
Mojang Studios
Ninja Theory
Obsidian Entertainment
Playground Games
The Coalition
The Initiative
Turn 10 Studios
Undead Labs
World’s Edge
Rare
Xbox Game Studios Publishing
كلها استوديوهات جبّارة وقدمت أعمالًا ممتازة للجمهور. وبالطبع على رأسها استوديو Ninja Theory الجبّار، والذي قدم بدوره ألعابًا لا تُنسى مثل Hellblade: Senua’s Sacrifice و DmC: Devil May Cry. حتى أن مايكروسوفت أخذت الجزء الثاني من لعبة Hellblade ليكون هو الواجهة الكُبرى للاستعراض التقني الخاص بالـ Xbox الجديد. والذي ظهر فيه توافق عبقري بين الجرافيك المعروض، والهارد الوير الذي ساعد على عرضه.
استوديو The Initiative: نقلة نوعية لمايكروسوفت
في القائمة السابقة، ذكرنا استوديو The Initiative، وهو الاستوديو الذي قامت مايكروسوفت بصنعه من الصفر لنفسها. والشيء المثير للدهشة هنا، هو اهتمام مايكروسوفت بجلب أسماء كبيرة جدًا لهذا الاستوديو، والعمل على خلق زخم مهول له.
انضم إلى الاستوديو Christian Cantamessa، الكاتب والمصمم الذي عمل على لعبة Red Dead Redemption الشهيرة لروك ستار. وكذلك Brian Westergaard، المنتج الذي أظهر لعبة God of War إلى النور. وأيضًا Darrell Gallagher، الرئيس السابق لشركة Square Enix.
وفي النهاية لم توجه مايكروسوفت الأهمية كلها للأسماء الكبيرة فقط، بل أيضًا عملت على ضمّ العديد من الموظفين البارزين في استوديوهات Respawn و BioWare و Naughty Dog وغيرها.
وبالرغم من أنه حتى الآن لا يوجد عنوان جديد خرج من الاستوديو، إلا أن وجوده في حد ذاته، مبشر للغاية. إنشاء مايكروسوفت لاستوديو فقط يخدمها هي وحدها، هو خطوة تستحق الإشادة، وكذلك التأمل. هذه الخطوة ستمكنها من صناعة كل شيء وأي شيء تريده، بدون وجود عوائق متمثلة في مدير استوديو لديه سياسة خاصة مثلًا، أو أسلوب رسم ثابت استحسنه الجمهور، فبالتالي ستتقيد مايكروسوفت به قهرًا. هنا لديها الحرية المطلقة في تقديم أي شيء تريده، بأي هيئة تريدها. هذا سيرفع سقف طموحات الجمهور بشدة، لأن شعار مايكروسوفت في هذا الجيل هو الشفافية المطلقة، فبالتالي الإبداع غير المحدود أيضًا.
وإنشاء هذا الاستوديو بالتحديد، دليل على اهتمامها المستقبلي بالحصريات. حيث للأسف فشلت بشدة في الجيل الماضي بسبب عدم اهتمامها بالحصريات كما فعلت سوني. حتى أنها أصبحت لا تعلن عن نسب مبيعات جهاز ألعابها المنزلي، نظرًا لاكتساح سوني للساحة بالفعل.
الهاردوير جزء من المعادلة بالطبع
الاستحواذ على الاستوديوهات هو خطوة لكسب زخم كافي للترويج للحصريات التي ستصدر تباعًا، هذا منطقي ومفهوم. لكن نظرة مايكروسوفت للألعاب في هذا الجيل تنوي سحق سوني سحقًا.
لماذا؟
لأن الهاردوير هذه المرة لا يستهان به أبدًا.
قررت مايكروسوفت أخيرًا تحقيق المعادلة الصعبة: تقديم حصريات قوية + هارد وير قوي. سوني نجحت بفضل الحصريات في الجيل الماضي، لكن نقطة ضعفها كانت دائمًا وأبدًا هي الهارد وير. حتى مع الإعلان عن الـ PS5 الجديد، أصابت لعنة الـ 30 إطار بالثانية، أغلب الألعاب التي ظهرت بحفل الإطلاق.
هنا أتت مايكروسوفت ووعدت الجمهور بجهاز يحتوي على عِتاد هارد وير قادر على تشغيل 120 إطار بالثانية، ولديه قوّة جرافيكية عملاقة. حتى أن مايكروسوفت استعرضت عضلاتها عند الإعلان عن إمكانيات الجهاز الجرافيكية، وذلك عبر عرض الجرافيك مباشرة من خلال المحرك الجديد، بدون أي ريندر أو معالجة لاحقة. وهذا إن دل على شيء، فيدل على أن الـ Xbox هذه المرة عملاق يجب أن تخشاه سوني فعلًا.
وبجانب الهارد وير والحصريات، لم تَنسْ مايكروسوفت لاعبيها الذين تربوا على أجهزتها السابقة، وفعلت ما لم تفعله سوني. قررت دعم ألعاب 4 أجيال سابقة من الـ Xbox، في جيلها الجديد. أي أنك إذا حصلت على الجهاز الجديد، لن تُحرم من ألعاب الأجهزة السابقة، ولن تظل تحت رحمة الشركة إذا قررت عمل Remaster للعبة في يومٍ ما أم لا. على عكس سوني التي قررت دعم ألعاب الـ PS4 فقط في الـ PS5، بينما أي أمل لألعاب الـ PS3 وما قبله مرهون برغبة سوني على صنع نسخ متوافقة مع جهازها الجديد من العدم.
الخدمة السحابية ضمن المخططات كذلك
من المعروف أن سوني قررت ابتلاع سوق البثّ المباشر للألعاب عن طريق خدمة PS NOW الشهيرة. لكن مايكروسوفت لن تصمت، فأيضًا ستقدم خدمة xCloud كفرع لخدمة Xbox Game Pass الكبيرة. ومُجملًا Game Pass هي خدمة تنطوي على تقديم ألعاب كثيرة في حزمة واحدة، بسعر اشتراك شهري ثابت، لكن لم تكن تنطوي على خدمة سحابية سابقًا، وهنا تتميز مايكروسوفت.
في 30 أبريل 2020 تحدث Phil Spencer عن الأمر، وهو مدير قطاع الألعاب في مايكروسوفت. وذكر أنه عندما تصل الخدمة إلى مرحلة العرض النهائي، ستكون متاحة للجمهور خدمة الـ Game Pass. لكن لا توجد تفاصيل عن الأمر بعد.
بقي السعر فقط
حتى الآن، لم تُعلن مايكروسوفت عن سعر الـ X-Series الجديد، ونفس الأمر ينطبق على سوني مع الـ PS5. لكن حتى تصدر الأسعار رسميًّا، يجب تسليط الضوء على المعركة الأزلية بين كليهما، والتي وصلت إلى ذروتها في 2006.
وقتها أصدرت سوني الـ PS3 بسعر 600 دولار، وكان وقتها سعرًا مرتفعًا للغاية، وجعل مجتمع اللاعبين غاضبًا إلى أقصى حد. وهنا استطاعت مايكروسوفت سحب البساط من أسفل سوني، حيث قدمت جهازها بـ 300 دولار فقط. أجل، بالضبط نصف سعر الجهاز المنافس. وبذلك جذبت الجمهور بالألعاب التي باتت متاحة لمنصتها مثل GTA 4 و Final Fantasy و Tekken وغيرها.
في الجيل الذي تلى جيل الـ PS3، قررت سوني استعادة الريادة من جديد، وأصدرت الـ PS4 بسعر 400 دولار فقط. بينما أصدرت مايكروسوفت الـ Xbox One بسعة 500 دولار. ومع الوقت، بات فرق الـ 100 دولار مضافًا لفرق الحصريات. فتم سحق مايكروسوفت بالكامل في الجيل السابق.
لكن الخطوات التي ذكرناها اليوم تؤكد فعلًا على أنها قادمة، وبقوة. وعند إعلان الأسعار، إذا قدمت مايكروسوفت سعرًا تنافسيًا في مقابل سوني، هذا سيرجِّح الكفّة لصالحها أكثر.