بن حميد.. من ميكانيكي ماهر لإرهابي محترف
يلف الصمت عاما ونصف مصير وسام بن حميد أحد قيادات مجلس شورى ثوار بنغازي، ليأتي الإعلان متأخراً من أهله في مؤتمر صحفي، أن ابنهم قتل منذ ديسمبر 2016.
لم يفاجئ الإعلان غير مؤيديه المغيبين، فالجيش الوطني أعلن ذلك منذ يناير 2017، ونشرت عنه 218، بعد تحقيقات أجريت مع “نزار الطيرة” المتحدث باسم المتطرفين.
برز “وسام” في بنغازي بقيادته لكتيبة درع ليبيا 1، التي تورطت في التحالف مع أنصار الشريعة الإرهابي، وارتكبت جريمة السبت الأسود في يونيو 2013، والتي راح ضحيتها قرابة 50 شاباً من أبناء المدينة.
لم يتوقف القيادي عند هذه النقطة، بل تمادى إلى التحالف مع داعش والقاعدة في قتاله ضد الجيش الوطني خلال سنوات في بنغازي، قبل أن يلقى حتفه نتيجة غارة جوية على تمركزات مقاتليه.
المتابع لسيرة المقاتل الإرهابي يعود بالذاكرة إلى حين كان شابا عادياً يشهد له جيرانه بالبراعة في إصلاح السيارات، وكونه ميكانيكي محترف، ويقارنه بنظيره “محمد العريبي” الشهير بـ”بوكا” الذي كان يمتهن تغيير زيوت السيارات، ليطرح تساؤلات عن قيادة أصحاب فكر التكفير والقتل لشباب مثل هؤلاء ومئات آخرين إلى حتفهم، وعن أسباب تحولهم من مهنيين مهرة إلى قتلة محترفين، بنظريات تقتل أهلهم وجيرانهم، فيما يظل تجار الحروب بعيدين عن كل أذى.
لا يقف الخبر عند مقتل “بن حميد” وحده بل يفتح تساؤلاً عمّا يتبعه، وعن سبب التأخر في الإعلان كل هذا الوقت، والادعاء بوجوده في المعارك، فضلاً عن مصائر شباب آخرين، يحركهم تجار الدين بمسميات متعددة في “مجالس شورى” أو “سرايا دفاع”، وإلى أين ستقودهم مغامرات المتاجرين.