ماذا بعد سيطرة الجيش الوطني على مرزق؟
بعد السيطرة على المكان يأتي دور المحافظة عليه وتأمينه، وهي قاعدة رئيسية في الحروب و تعد من التحديات الكبرى التي تقف أمام الجيش الوطني في عمليته الواسعة التي أطلقها لتأمين الجنوب وتعبتر مرزق مثالا لذلك .
وصارت مرزق تلك المدينة العريقة الضاربة بجذورها في القدم هدفا استراتيجيا للعصابات التشادية والتنظيمات الإرهابية وبعد أن دختلها الأيام الماضية مطبقة فيها أبشع صور الانتقام الذي طال الأطفال والعائلات صارت هذه العصابات اليوم في مرمى الجيش ومطاردة من قبل قواته خلف الصحراء .
ويعد الحضور العسكري للجيش الوطني في جبهة مرزق التي فتحت مؤخرا أمرا لابد منه ليعطي درسا في اتخاذ خطوات جدية من شأنها تأمين المنطقة بالكامل، كما يمثل زيادة دعم القوات المسيطرة لتتحول الأنظار نحو الحدود وهي تعد السبب الرئيس في عودة هذه العصابات من جديد، فالحدود الليبية المشتركة مع عدد من الدول خاصة تشاد تحمل خطورة كبيرة تتمثل في اتخاذ التنظيمات المسلحة لهذه المناطق ملاذا لها خاصة وأن تشاد تسعى لأن تكون قوات معارضتها بعيدة عن أراضيها وهذا ما عقد المشهد بحسب متابعين .
ويعد تسليط الضوء على مسألة تأمين الحدود أولوية من الواجب على الجيش الوطني أن يضعها في عين الاعتبار فخطورة الوضع في الجنوب لا تحتمل المزيد من التأخير في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلاد .