تظاهرات حاشدة في السودان للمطالبة بحكم مدني.. والشرطة ترد بـ”قنابل الغاز”
في الذكرى الثالثة لاندلاع الثورة السودانية التي أطاحت بنظام الرئيس عمر البشير؛ خرج مئات الآلاف من السودانيين أمس في العاصمة الخرطوم للتنديد باستئثار الجيش بالسلطة، والمطالبة بحكم مدني ديمقراطي، بينما أطلقت الشرطة السودانية قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة على جموع المتظاهرين الذين وصلوا بالقرب من القصر الجمهوري، هاتفين بإسقاط قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.
وأشارت وزارة الصحة السودانية، في صفحتها على “فيس بوك”، إلى أن عدد المصابين في احتجاجات أمس، بلغ 121 شخصاً في الخرطوم، وإصابتين في ولاية كسلا، مؤكدة “عدم تسجيل أي حالة وفاة في جميع الولايات.
وتعد احتجاجات أمس تاسع تظاهرة كبيرة يجري تنظيمها منذ الانقلاب في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، والتي استمرت حتى بعد إعادة رئيس الوزراء إلى منصبه الشهر الماضي، ويطالب المحتجون فيها بعدم تدخل الجيش على الإطلاق في الحكومة خلال مرحلة انتقالية تفضي إلى انتخابات حرة.
واستبقت قوات مشتركة من الجيش وقوات الدعم السريع، التظاهرات بإغلاق الطرق الرئيسة المؤدية إلى المطار ومقر قيادة الجيش، فيما انتشرت قوات الأمن بكثافة حول القصر الرئاسي، بينما أغلق المتظاهرون شوارع حول المنطقة التي يتجمع فيها المحتجون، حاملين أعلام السودان وصور متظاهرين قتلوا في الأشهر القليلة الماضية، هاتفين “الشعب أقوى والتراجع مستحيل”، كما وزّع بعض المشاركين كمامات للوقاية من كوفيد-19، وحملوا محفات تحسباً لسقوط جرحى.
وحذر رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، في بيان أصدره عشية الاحتجاجات، من أن الثورة السودانية تواجه انتكاسة كبرى، وأن “التمترس” السياسي من جميع الأطراف يهدد وحدة البلاد واستقرارها، معتبراً أن “الاتفاق السياسي هو أكثر الطرق فعالية وأقلها تكلفة للعودة إلى مسار التحول المدني الديمقراطي”، بينما أعلنت قوى الحرية والتغيير تأييدها دعوات لجان المقاومة إلى اعتصامات وإضرابات ومزيد من الاحتجاجات المزمع تنظيمها في 25 و30 ديسمبر الجاري، مشددةً على مواصلة تصعيد المقاومة للانقلاب حتى تسليم السلطة إلى الشعب.