مؤشرات خطيرة لتغيير التركيبة السكانية لمرزق
218 | تقرير
يتحدث سكان مرزق الذين غادروا منازلهم قبل يومين بعد سيطرة المجموعات التشادية على المدينة بكل مرارة عن التغيير الديموغرافي بعد ما أكدوا مراراً ازدياد أعداد التشاديين الذين دخلوا واستوطنوا دون أوراق ثبوتية رسمية.
وعلى ما يبدو – وفقا للشهادات التي تحصلت 218 عليها – أن ما كان بالأمس تخوفاً واحتمالاً مستبعداً، صار اليوم بالنسبة لمكونات واسعة من أهالي مرزق حقيقة صارخة صادحة تُرى كالشمس في رابعة النهار .
وكان أهل مرزق الأصليون يتخوفون في فترة ما بعد ثورة فبراير من تحركات مريبة تحدث في أرضهم وفي المناطق المجاورة لهم من قبل مكونات أخرى تحاول زيادة أعدادها في المدينة عبر مد جسر يربط الجنوب الليبي بالشمال التشادي، ويوماً بعد يوم أصبح الكابوس بالنسبة لهم يتجسد واقعاً معاشاً حتى صارت مرزق مُهَجَّرة من سكانها بفعل مجموعات تنتمي للمعارضة التشادية مصحوبين بأقرباء لهم من نفس المكون من سكان المدينة.
يتحدث سكان مرزق – ممن تواصلت معهم 218- بمرارة شديدة، عن اضطرارهم بعد التطورات الأخيرة قبل يومين إلى مغادرة بيوتهم والانتقال إلى مناطق أخرى من بينها وادي عتبة، هرباً من جحيم المدافع التي اهتزت لها قلعة مرزق تنفيذاً لمخطط سُبِك على أكثر من صعيد، صعيد سياسي تورط فيه – بحسب مسؤولي بلدي مرزق – المجلس الرئاسي بتسليحه قوات ما يعرف بقوة حماية الجنوب، وصعيد اجتماعي جغرافي ديموغرافي يتمثل في تعديل نسب السكان، ليس فقط في مرزق، بل في مختلف مدن ومناطق الجنوب.
كما تحدث أهل مرزق عن نفس الإشكال الذي تحدث عنه سكان مدينة الكفرة وسبها سابقاً، والمتمثل في التغيير الديموغرافي نظراً لزيادة أعداد التشاديين المعترضين على ترسيم الحدود من الأساس ظانّين أنهم حرموا التجانس وتبعثروا بين الدول، لكن القوانين والأعراف الدولية لا تعطي الحق في الاعتداء على قوانين دولة جارة، وعدم احترام خصوصياتها ما يؤكد إجرام هذه الجماعات الغازية.
وأضحى اليوم أهالي مرزق المشردون في الصحراء أمام حقيقة مرة، تتمثل في منازعتهم داخل مناطقهم من آخرين يريدون ميل الكفة بشرياً لصالحهم، وهي مشكلة كبيرة تنذر بالتفاقم ليس فقط في مرزق بل في معظم رقعة الجنوب المنسية من المسؤولين.