مؤتمر برلين حول ليبيا.. آفاق النجاح والفشل
نشر المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية تحليلاً حول حظوظ نجاح مؤتمر برلين في ظل عدم وجود قدرة ألمانية حتى الآن لإجبار فرنسا على التعاطي مع حل أوروبي موحد بشأن ليبيا وفي ذات الوقت عدم قدرة الإدارة الألمانية على الانسحاب من تنظيم الحدث بعد أن تكفلت بإيجاد خارطة طريق لإخراج ليبيا من أزمتها.
التحليل الذي ورد تحت عنوان “القيادة الألمانية الهادئة في حرب ليبيا” أشار إلى أن برلين اتخذت وبكل هدوء دوراً مُهماً في النزاع الليبي المُشتعل، على الرغم من الجدل الدائر حول مسؤوليات سياستها الخارجية على خلفية الانقسامات المتزايدة داخل الاتحاد الأوروبي.
وحذر من تعثّر الجهود الألمانية في ليبيا واصطدامها بسياسات فرنسا تجاه الصراع القائم، في حين يُنظر لبرلين على أنها الوسيط المُحايد بين المُؤيدين الأجانب لطرفي القتال، كما يُنظر إليها على أنها الحكم المثالي في الصراع، بالنظر لعلاقاتها الجيدة مع جميع المعنيين، وبروزها في السياسة الأوروبية.
واعتبر المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، دعم إيطاليا وفرنسا لطرفي القتال دليلاً واضحاً على افتقاد السياسة الأوروبية تجاه شمال إفريقيا لموقف موحد وقوي، إذ ظهرت معالم هذه الخلافات بصورة واضحة في ساحة الصراع الليبي، وهو ما دفع البعثة الأممية للبحث بشدة عن توافق في الآراء بين الأطراف الخارجية للصراع.
واستبعد أن تكون المصلحة أو “تعبئة رصيد الإرث السياسي” هما الدافعان الأساسيان اللذان يُحرّكان المستشارة الألمانية تجاه الملف الليبي، وربما يكون التفسير الأقرب يكمن في حصر ميركل للملف الليبي في تصريحات سابقة في أزمة الهجرة، وهذا يعني أنه من المرجح أن تدرك ميركل أن هناك حاجة إلى تسوية سياسية في ليبيا إذا أرادت ألمانيا أن يكون لها شريك فعال يمكنها التعامل معه في قضايا الهجرة.
وعن تضارب النفوذ الدولي، واستغلال الأطراف المحلية المتقاتلة لعامل الوقت وإطالة أمد القتال على أمل تحقيق مكاسب على الأرض لتغيير الواقع السياسي في البلاد، أورد التحليل أنه أمام ألمانيا خيار “شبه وحيد” لإنجاح مؤتمرها المزمع عقده الشهر المقبل، من خلال مُقترح سياسي عملي من بعثة الأمم المتحدة بدعم من تحالف أوروبي واسع النطاق، لتجد ألمانيا أنه من الأسهل بكثير تهدئة المخاوف الدولية واكتساب الزخم الكفيل بإنهاء الحرب واستئناف العملية السياسية.
وأشار المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في ختام تحليله، إلى أن برلين وجدت نفسها وسط هذه التعقيدات وحالة من الضيق دون أي مخرج سهل، ما جعل من تراجعها عن المشهد خياراً كارثياً لأنه سيمنح الأطراف الخارجية رُخصة فعّالة لتصعيد الحرب.