ليلة لم ينم فيها أردوغان.. القصة من أولها
218TV|خاص
في “أسوأ كوابيس” الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يكن يتخيل أنه رغم اندفاعته ب”رمي أوراق كثيرة” لصالح “رجله الوفي” علي بن يلدريم مرشح حزب العدالة والتنمية أثناء الحملة الانتخابية في العاصمة الاقتصادية إسطنبول أن يصل تأخر مرشحه خلف مرشح المعارضة الفائز أكرم إمام أوغلو إلى نحو ثلاث أرباع المليون صوت، عكس التقدم الطفيف الذي حققه إمام على يلدريم في شهر مارس الماضي، والذي سمح لأردوغان بالطعن وإعادة الانتخابات.
عدا عن “الفارق الصدمة” بين أوغلو ويلدريم، فإن أردوغان قد “أطفأ محركاته”، وفقد “حِيَلِه وألاعيبه” للتحايل على نتيجة الانتخابات، فالأتراك في العاصمة الثانية قالوا كلمتهم بوضوح تمام، وأن أردوغان بات عليه التعايش مع فكرة أن “إيرادات إسطنبول” من ملايين السياح الذين يقصدون المدينة لم تعد تحت يدي حكومته وحزبه، وأن “قصة نجاح” المدينة بأن تكون مقصدا سياحيا عالميا قد باتتت بعهدة رئيس بلدية آخر يرى كثيرون إنه قد يكون في غضون سنوات قليلة منافسا له على حكم تركيا كاملة، وليس إسطنبول فقط، في تطور بات يقض مضاجع الرجل الذي أصبح يحكم تركيا منفردا بعد تعديلات دستورية أظهر استفتاء أنها لا حظى برضى نصف الأتراك.
يعيش أردوغان أزمات صامتة في الداخل، فنسبة التضخم ارتعت إلى “مستوى مقلق” بحسب مؤسسات مالية دولية موثوقة، عدا عن أزمته مع سعر صرف الليرة التركية، فيما يضغط خلافه مع الإدارة الأميركية بشأن صفقة طائرات (F-35) على الأداء الاقتصادي لحكومته، فيما يعاني أردوغان أيضا داخل حزبه، ف”ضُبّاط إيقاع” شعبية الحزب على امتداد العقدين الماضيين، وفي مقدمتهم الرئيس السابق عبدالله غل، ورئيس الحكومة السابق أحمد داوود أوغلو، والوزير باباجان يفكرون ب”القفز من سفينة حزب أردوغان”، وتأسيس جسم سياسي جديد، قد يقض مضاجع أردوغان في “مناورة انتخابية” قد يلجأ إليها أردوغان للهرب من “دوّاماته السياسية” التي يقول كثيرون إنه صنعها بنفسه، دون أن يعود قادرا على “اختراع حلول” لها، سوى ب”المناورات واللف والدوران”.