“ليلة العيد” في ليبيا.. فرحة ناقصة
218TV.net خاص
مع كل عيد يستدعى الليبيون بهجتهم ، متجاوزين كل الأزمات والهموم، مُحاولين صُنع واقع يملئ لهم الفرح.
يأتي عيد الفطر هذا العام، مصحوبًا بذكريات وأحداث لا تأتي إلا معه، تناقلها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي على الفيسبوك.
ومن أبرز هذه القصص هي ” أزمة الحلاّقين ” التي عادةً ما يبدأها الشباب بمنشورات على صفحاتهم، بين من يُطلق نكتة حول أزمة الحلاقة وبين من يسأل عن محلِ حلاقة يُمكنه أن يُسرع في حلاقة زبائنه، وآخر يكتب: إنها أزمة كبيرة ويجب البحث عن حلّ لها.
أما البنات فهن يتصرفن على طريقتهن، فمنهن من تكتب على صفحتها ليلة العيد ” خلاص معاش فيه مطبخ تاني” في إشارة إلى ما كانت تعانيه طيلة شهر رمضان في مطبخ البيت، في إعداد ” المبطّن والبوريك والبيتزا وغيرها من الأكلات التي يمتاز بها شهر رمضان”، وأخرى تنشر على صفحتها صورة توضّح التعب الذي لحق بها في شهر رمضان الذي كان بمثابة ” غرفة عمليات ” في كل بيت.
ولا تنتهي المنشورات ليلة عيد الفطر بالنسبة لـ” السوشيال ميديا ” في ليبيا، ولا تقتصر على أحد، ففي أوقات كثيرة، يختار البعض الآيات القرآنية والمفردات التي تدعوا إلى التسامح وإلى نسيان الماضي، وينشر آخر صورا له بلباس تقليدي ومعلّقًا فوقها: “كل عام ونحنا مجمولين”.
البدلة العربية وأجواء العيد
الحدث الآخر الأكثر حضورا في يوم العيد، هو ” مهرجان الزي الشعبي” الذي يصنعه الشباب في ارتدائهم ” البدلة العربية” و” الجرد”، لما لهُ من مكانة كبيرة، وإرث توارثته الأجيال.
ولا ينتهي ” مهرجان العيد” مع انتهاء اليوم الأول، فالعيد يستمر مع استمرار البهجة والـ” العزومات ” التي يجتمع فيها الأهل والأصدقاء، وهم يتبادلون الحديث عن أجواء شهر رمضان المبارك وما حصل فيه من مواقف طريفة. بعيدًا عن السياسة والأوضاع في ليبيا.
الوجه الآخر لليلة العيد
ومع كل هذا الفرح، تأتي مشاهد أخرى للعيد، يُمكن تسميتها بالمشاهد ” الصامتة ” و ” المُحزنة ” التي تعرّف عليها الليبيون قبل سنوات، وكانت بارزة بقوة في شهر رمضان، مختزلة أزمة المصارف والطوابير أمام أبوابه، لأجل رواتب لا تأتي في موعدها، ما جعل البعض من الليبيين يختار أن تكون ليلة العيد أمام المصارف، بعيدا عن أسرته وعن أطفاله، لا لشيء فقط لأن العيد بالنسبة لهُ فرحة أسرته.