ليفي يكشف طبيعة علاقته بالإخوان المسلمين.. وتفاصيل زيارته لليبيا
قال الفيلسوف والكاتب الفرنسي برنارد ليفي إن العقل المدبر للثورات العربية هي الشعوب نفسها، وإنه حاول المساعدة في نجاحها بقدر المستطاع.
وبرر ليفي خلال مقابلة تلفزيونية مع الإعلامية ماريا معلوف اهتمامه بليبيا حاليا بأن الفرصة أُتيحت للغرب للمرة الأولى للوقوف إلى جانب الشعب وليس إلى جانب الطغاة، مشيرا إلى أنه يتذكر جيدا مع بدء الثورة عام 2011 أن رد الفعل التلقائي من الحكومات الغربية كان الوقوف إلى جانب القذافي دون أي تفكير مبررا ذلك بأن الغرب يفضل الاستقرار والتعامل مع “الشيطان” الذي يعرفونه حسب قوله، وتساءل عما سيحدث لو قرر الغرب دعم الشعب ولو لمرة واحدة ولا ينحاز إلى جانب القذافي الذي كان يصوب رصاصه على الشعب سيعم النماء بكل تأكيد.
العلاقة مع الإخوان
وبالإجابة عن علاقته بالإخوان المسلمين وإذا ما كان قد تحالف معهم لإسقاط القذافي أكد ليفي أن الإخوان المسلمين “مناوئون لهم دائما” لكونهم منافسين سياسيا وإيديولوجيا وليسوا أعداء، مؤكدا أن الإخوان لم يطيحوا بالقذافي ونظامه بل كان كامل الشعب، والذي يضم أطيافا مختلفة المعتدل والديمقراطي وبعض الأدعياء، كما كان هناك بعض الإخوان المسلمين، إضافة إلى بعض الليبيراليين حسب وصفهم مستشهدا بعلاقته ببعضهم مثل على زيدان ومحمود جبريل مشيرا إلى أنهم كانوا ليبراليين بحق وديمقراطيون، ويسعون بحق لتطبيق الليبرالية في ليبيا لوقت طويل ولكنهم فشلوا في تطبيق ذلك على الواقع.
تمثيل فرنسا
وأكد ليفي أن تدخله في ليبيا لا يمثل فرنسا بل هو تدخل شخصي واصفا هذه الادعاءات بالاتهامات المؤلمة، ونفى كونه مستشار سابق لساركوزي لكنه تحدث معه كما تحدث مع هيلاري كلينتون وبعض الشخصيات في الأمم المتحدة إضافة إلى رئيسها، لكون الثورة كانت فرصة سانحة لتحقيق الديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان في ليبيا لكون الديمقراطية حق لكل الشعوب وليست حكرا على أوروبا.
أنا يهودي وافتخر
وبسؤاله عن ديانته اليهودية وتأثيرها في حراكه السياسي أشار ليفي إلى فخره بكونه يهوديا كما يفتخر المسلمون بديانتهم وبأن هذا الأمر غير خفي، ومؤكدا انتماءه لفرنسا وللثقافة الفرنسية مشيرا إلى أن تربيته كانت علمانية تماما وأن عائلته لم تكن مهتمة بالدين وبأنه راجع الكتاب المقدس عندما بلغ، مشيرا إلى أنه كتاب شامل للأديان اليهودية والمسيحية والإسلام، نافيا ما نسب له بتشبيه خطر الإسلام على أوروبا بخطر الفاشية، مشيرا إلى وجود بعض الفاشيين في أوروبا حاليا، كما هناك فاشيون في العالم الإسلامي مثل أردوغان، وهناك فاشيون في فرنسا نفسها مثل السيدة لوبان وهي مسيحية حسب قوله.
تهديدات أردوغان
وقال ليفي إنه تلقى تهديدات من أردوغان أكثر من مرة واصفا إياه بـ “المجنون”، كما أنه يحمل ليفي مسؤولية الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي رغم أن السيسي هو من قام بـ “الشيء الذي غير القوة”، إضافة إلى اتهامه بمحاولة تسليم العراق عندما أقام الأكراد استفتاء حول ذلك، مؤكدا أن أردوغان لا يحبه كما أنه يبادله نفس الشعور، واصفا إياه بالمسؤول عن “الإمبريالية العثمانية” وبأنه يشكل خطرا على أوروبا والغرب والعالم الإسلامي والعربي.
مصادرة الثورة
وعن الأوضاع حاليا في ليبيا قال ليفي إن أردوغان “صادر” الثورة الليبية عبر فرض سيطرته على الأجزاء التابعة للوفاق لأن القوات التركية وحلفائها من القوات المستجلبة من سوريا هي من تمتلك القوة فعليا على الأرض وهم باتوا “يحتلون” فعليا الأرض وهو أمر غير جيد لليبيين، وأشار إلى أن ما تعرض له من إطلاق نار خلال زيارته الأخيرة إلى ليبيا هي محاولة اغتيال ولكنه لا يملك أي دليل حول من يقف وراءها وبأنها محاولة لترويعه.
تعقب للتحركات
وأكد ليفي أنه ومنذ زيارته الأولى لليبيا تمت متابعتها على فيسبوك في تركيا وقطر لرصد الأشخاص الذين سيقابلهم وأين سيتناول غداءه والأماكن التي سيزورها، مؤكدا تلقيه تحذيرات من حراسه بخطورة زيارة ليبيا إلا أنه اختار أن يساهم في الحفاظ على وحدة الليبيين وأن يقوم بواجبه، مؤكدا أنه لم يتلق أي دعوة لزيارة ليبيا مشيرا إلى أن الصحفي هو من يدعو نفسه وقد حصل على تأشيرة الدخول بنفسه لتقصي حقيقة ما يحصل في ليبيا، مضيفا أنه تأكد بأن ليبيا ليست بلدا حرا ولن تكون لديها حرية كافية طالما كانت “القدم الكبرى” لتركيا والإخوان المسلمين، نافيا وجود أي قوات قطرية على الأرض ومعبرا عن اعتقاده أنها تتحكم بالأمور عبر الأموال والدعم، وبأنها تعمل إلى جانب تركيا لـ “اختطاف” إرادة الليبيين نحو الديمقراطية.
حماية باشاغا
وبسؤاله عن وزير الداخلية المكلف باشاغا نفى ليفي مقابلته قائلا إنه كان مسؤولا عن توفير حماية له في ليبيا لكونه مسؤول عن توفير عدم تعرضه للإيذاء أو إلى المعاملة بـ “وقاحة” من واقع منصبه الذي يشغله، لكن باشاغا لم يكن متعاطفا معه وبالتالي فهو غير متعاطف معه بالمقابل، مقرا بأنه قام بعمل جيد عندما نجوت من محاولة الاغتيال في ترهونة بسبب الحماية التي قدمها لي إضافة إلى قوات الشرطة التي رافقتني وأنا شاكر له ذلك.
حل الأزمة
وعن حل الملف الليبي أكد ليفي أنه لن يكون إلا إذا ترك المجال لليبيين أنفسهم ليقرروا، وبأنه طالما أن ليبيا أرض لـ “مغامرات” أردوغان وبوتين العسكرية فلن يتحقق ذلك مطلقا، مؤكدا أن الليبيين إذا منحوا الفرصة وتركوا ليقرروا مصيرهم سيكون المستقبل زاهرا أمامهم