ليبي نثر علماً وأدباً بالسعودية.. تعرّف على الراحل “أبو مدين”
رحل عن عالمنا مؤخرًا الأديب السعودي ذو الأصول الليبية عبد الفتاح أبو مدين، عن عمر يناهز 94 عامًا، بعد حياة مليئة بالعطاء الأدبي العربي.
ولد أبو مدين في مدينة بنغازي الليبية في عام 1925 لكنه نشأ وترعرع في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة العلوم الشرعية في المدينة المنورة، لم يُكمل دراسته، واضطر إلى العمل ليُساعد خاله الذي تقاعد عن العمل.
أتم عبد الفتاح حفظ القرآن الكريم، وفي السابعة من عمره فقد عبدالفتاح والده وأشقاءه التسعة، وكان لهذا الفقد الأثر الكبير في حياته، فقد أطلق بعد ذلك سيرته الذاتية وأطلق عليها اسم الفتى مفتاح وهو اللقب الذي اشتهر به.
وفي عام 1942 وصل إلى السعودية، وذلك بعد وساطة من خاله الذي كان يعمل في المملكة لجلبه هو وأمه وأختيه إلى بلاد الحجاز خوفًا من الحرب العالمية الثانية.
أصدر جريدة (الأضواء) عام 1957 وهي أول جريدة تصدر في جدة خلال التاريخ الحديث للمملكة العربية السعودية.
عمل عبد الفتاح رئيسًا لنادي جدة الأدبي وظل رئيسًا له في الفترة ما بين 1980 حتى 2006 وعمل مديرًا لمؤسسة عكاظ ومؤسسة البلاد للصحافة والنشر أيضًا.
أشرف خلال رئاسته نادي جدة الأدبي، على كثير من الإصدارات الأدبية، منها مجلة (علامات) في النقد، ومجلة (الراوي) في القصة، ومجلة (عبقر) في الشعر، ومجلة (جذور) في التراث، ومجلة (نوافذ) في الترجمة.
كما ألف 12 كتاباً، في النقد والدراسة والسيرة، أبرز تلك الكتب: (في معترك الحياة) عام 1982، (وتلك الأيام) عام 1986، (حكاية الفتى مفتاح) عام 1996، (هؤلاء عرفت) عام 2000، و(أيامي في النادي) عام 2010.
وحظي الأديب عبد الفتاح أبو مدين بعديد من التكريمات والإشادات، أهمها وأحدثها وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى الذي تسلمه من يد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) في دورته الـ 33.
وفي مستهل سيرته الذاتية كتب أبو مدين: “إنني أؤكد من البداية أن حياتي ليس فيها شيء يستحق التسجيل والحديث لأنها حياة أمثالي ممن عاش اليتم والجهل والفقر”.