ليبيون يبتهجون: “الذاكرة” عادت لخالد المشري.. فجأة
218TV | خاص
بعد يومين من ممارسة ليبيين كثير “الاحتفاء والشكوك” في آن بخطوة تخلي خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة عن “موقعه التنظيمي” داخل النسخة الليبية من جماعة الأخوان المسلمين التي أعلن “استقالة ملتبسة” منها، عاد المشري ليبهج ليبيين كثيرا أيضا اليوم الإثنين بعد رسالة منه مرسلة إلى رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، وقادة عسكريين تابعين لهذا المجلس في المنطقة الغربية، إذ توقف مواطنون عند “الحنان السياسي المفاجئ” للمشري باتجاه منطقة الجنوب التي ظلت مهملة في قائمة أولويات الطبقة السياسية الحاكمة في ليبيا خلال السنوات القليلة الماضية.
مواطنون عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي قالوا إن “الذاكرة السياسية” قد عادت للمشري فجأة، وأن عودة هذه الذاكرة يفترض أن تُذكّر المسؤولين الليبيين أن لليبيا منطقة جنوبية واسعة وشاسعة جغرافيا تُرِكت عمداً طيلة السنوات القليلة الماضية لــ”الفقر والإهمال”، مثلما تُرِكت أيضا نهباً لــ”عصابات محلية ودولية” عاثت فساداً في تلك المناطق، فيما أغمض مسؤولون ليبيون أعينهم عمداً عن “تراخٍ للجوار” في مسألة تأمين “الحدود الذائبة” مع أكثر من دولة، لكن التساؤل الأبرز الذي شَغل منصات مواقع التواصل الاجتماعي هو ما إذا كانت “ذاكرة المشري” قد عادت وحدها، أم أنها “انتعشت” في إطار مناكفة مقصودة لأطراف أخرى داخل ليبيا.
يحلو لأوساط مواكبة أن تفترض أن العملية العسكرية التي أطلقها الجيش الوطني باتجاه المنطقة الجنوبية لـ”تصويب الوضع الشاذ”، هي التي أملت عودة ذاكرة المشري، ففي رسالته اليوم لم ينس المشري أن يُحذّر من “أجسام عسكرية” خارج السلطة السياسية، ولوحظ أنه استدعى “اتفاق الصخيرات” الذي ظن كثيرون أنه “لفظ أنفاسه الأخيرة”، لكن الأكثر غرابة أن يستدعي المشري “خطر جماعات مسلحة سودانية وتشادية”، وهي العصابات التي اشتكى أهل الجنوب بشدة منها طيلة السنوات الماضية، مثلما نقل ملفها إلى مجلس الأمن المبعوث الأممي غسان سلامة، لافتا إلى أن أهل الجنوب لا يغادرون منازلهم بعد مغيب الشمس.
الطريف أو المفارقة المرافقة لرسالة المشري أنها تستدعي تقرير لجنة الخبراء الأممية بشأن ليبيا، وما تضمنه من إبراز لخطر المليشيات الإرهابية في الجنوب، وسط تساؤلات ما إذا كان المشري قد تجاهل قراءة التقرير الدولي بعد أكثر من أربعة أشهر على صدوره، أو أنه “استنسب” بعد هذه الفترة الطويلة ما يُناسِبه من التقرير الذي تحدث أيضا عن “عصابات خَطِرَة” بالقرب من مقر المشري في العاصمة.