ليبيا و”كابوس” التحوّل إلى مستنقع لحرب إقليمية
تقرير 218
نشرت صحيفة الشرق الأوسط تحليلاً إخبارياً تحت عنوان “ليبيا بين مخاطر اندلاع معركة إقليمية والتطلع إلى سلام صعب”، نقلت فيه تحذيرات خبراء ومحللين سياسيين من احتمالية عودة العمليات العسكرية إلى البلاد والذهاب إلى أبعد من ذلك وهو اندلاع حرب إقليمية.
ودعمت الصحيفة تحليلها بتصريح لرئيس المركز العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية في جنيف رياض الصيداوي لوكالة الأنباء الألمانية الذي ذهب إلى احتمالية اندلاع حرب شرسة ومكلفة جدا في سرت مع خسارة لمنابع النفط، فيما قد تتراجع تركيا عن خوض هذه المعركة واصفا موقف أردوغان بالضعيف كون جيشه البري بعيدا عن المنطقة بخلاف جيش مصر الرابض على الحدود الشرقية مع علم تركيا بأنها ستكون مكلفة وقد تهدد مستقبل أردوغان السياسي.
ورأى الصيداوي أن أميركا أعطت الضوء الأخضر لتركيا حتى تتدخل في ليبيا وذلك بهدف مواجهة روسيا واصفا الأمر بالحرب الباردة في ظل سعي روسيا للعودة إلى مناطق نفوذها التقليدية من خلال الضباط الذين تدربوا عندها فترة الاتحاد السوفييتي وصفقات التسلح الكبيرة.
وبخلاف ما ذكره الصيداوي، استبعد مدير المركز المغاربي للأبحاث حول ليبيا الذي نقلت عنه ذات الوكالة اندلاع معركة مباشرة بين قوتين إقليميتين على أرض ثالثة، وذهب إلى أن الحرب إذا عادت فإنها ستكون بالوكالة وبقيادة الليبيين أنفسهم.
أما العميد المتقاعد في الجيش التونسي المختار بن نصر، فيرى أن استمرار إرسال الأسلحة والمقاتلين من تركيا وروسيا إلى ليبيا من شأنه أن يجعل من عودة الحرب أمرا حقيقيا وجديا مبينا أن الجيش التونسي أخذ ما يجري على محمل الجد وعزز من ترتيباته الأمنية وأعلن الاستنفار على الحدود.
ومع كل تلك التقديرات إلا أن الوضع في ليبيا لا يزال حتى الآن هادئا باستثناء بعض المناوشات قرب سرت في وقت تتسابق فيه الدول الكبرى على إنهاء حالة الاقتتال والعودة إلى المسار السياسي الذي لن يتم إلا باتفاق الأطراف الليبية نفسها بحسب رؤية المجتمع الدولي للحالة الليبية.