ليبيا في “مذكرات بولتون”.. ماذا دار بين ترامب ومستشاره؟
كشفت مذكرات مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتون، التي نشرها في كتابه “الغرفة التي شهدت الأحداث”، خفايا تعامل إدارة الرئيس دونالد ترامب مع الملف الليبي.
وورد الملف الليبي بشكل مقتضب في الكتاب خلال المناقشات التي سبقت تولي بولتون منصبه، ولفت بولتون في كتابه إلى أن واشنطن ركزت بشكل كبير على المناطق الأقل استقرارًا سواء في ليبيا، واليمن، وسورية.
وقال بولتون إنه اقترح على الرئيس ترامب، تطبيق النموذج الليبي في كوريا الشمالية، إلا أن ترامب رفض الاقتراح، واعتبر أن استحضار “النموذج الليبي” خطأ، لكن بولتون حاول التوضيح بأنه قصد حرمان كوريا الشمالية من البرنامج النووي كما حصل مع ليبيا وليس الإطاحة بمعمر القذافي.
وجاء في الكتاب أن بولتون تلقى عرضا من وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، أن يكون مبعوث واشنطن للمصالحة الليبية، غير أن الأخير سخر من العرض واعتبر المنصب تدريبًا آخر على فحص الصناديق، وهو لا يتطلب دوامًا حكوميًا كاملًا، ورفض العرض وقال إن أنصاف العروض لا تكفيه، فإما أن يكون في الإدارة الأميركية أو لا يكون.
سيل من الانتقادات
وبشكل عام، جاءت معظم مذكرات بولتون كنوع من الهجوم على ترامب، إذ قال إنه رئيسٌ أفكاره مثل “أرخبيل” من النقاط، ولا يهمه سوى أمرين: “إعادة انتخابه، ومصالح عائلته”، ولا يستمع إلى الإيجاز الأمني، ولا يفهم الديمقراطية، ولا الدستور، وعديم الاطلاع، ومتقلب يبدل عقله يومياً، ومستعد في أغلب الأحيان أن ينحاز إلى جانب الزعماء المستبدين، ويريد أن يبدو قوياً لكن الروس يلعبون به مثل “كمنجة”.
وأشارت المذكرات إلى أن ترامب طلب من الرئيس الصيني شي جينبينغ أن يساعده في الفوز بولاية ثانية، وتدخل بالمقابل لإلغاء عقوبات على شركة صينية، ووعد الرئيس التركي رجب أردوغان بوقف تحقيق جنائي مع مصرف تركي وتاجر ذهب تركي، كخدمة شخصية لديكتاتور يحبه، كما أوقف مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا للضغط على الرئيس الأوكراني وفتح تحقيق يدين جو بايدن.
محاولات ترامب
يشار إلى أن ترامب بذل جهودا كبيرة لمنع بولتون من نشر كتابه بحجج وذرائع عدة، غير أن قاضيا أميركيا رفض ذلك قائلا إن أوان الاعتراض على النشر قد فات ولم تثبت الحكومة أن المنع القضائي هو الحل المناسب”.
وبعدها شن ترامب حربا على بولتون عبر تغريدات عدة، واصفا الكتاب بمجموعة من الأكاذيب والقصص الخيالية لجعله يبدو سيئا، مشددا على أنه لم يقل الكثير من الجمل التي أوردها بولتون، مضيفا أنه منحه فرصة حين لم يكن يحلم أن يصبح عضوا في مجلس الشيوخ، لكنه أثبت أنه غير كفء للغاية، وكذاب.