ليبيا شاهد تاريخي على الهجرة
رمضان كرنفوده
أصبحت الهجرة غير الشرعية وحركة التنقل البشري من المناطق الطاردة لسكانها رغم ما فيها من موراد طبيعية إلى المناطق الجاذبة حيث الاستقرار الأمني والاقتصادي وفرص العيش والعمل وحقوق الإنسان أمل كل أفريقي يحلم بالعيش السعيد.
من هذا المنطلق موقع ليبيا الجغرافي جعلها شاهد على الهجرة غير الشرعية بحكم تمتعها بساحل على البحر المتوسط يمتد إلى قرابة 2000 كلم وحدودها الجغرافية مع ثلاث دول دول أفريقية تعتبر من الدول الفقيرة والطاردة لسكانها واستغلت فى العبور إلى ليبيا والبحر المتوسط، كما أن التاريخ يشهد على حضارة مهاجرين عبروا إلى ليبيا عبر المتوسط وأسسوا حضارات لهم إلى هذا الوقت شاهدة وهي الفينيقية والرومانية والإغريقية.
ومنذ انطلاق الهجرة غير الشرعية من البلدان الأفريقية أصبحت ليبيا هى مأذون الزواج الأفريقي الأروبي بشهادة ساحل ليبيا والصحراء الكبرى داخل ليبيا، وجد المهاجرين أوربا بلد مرحب بهم وبسرعة أصبحوا جزء من المجتمع الأوروبي بحكم الزواج من أوروبيات واستفادوا من قوانيين حقوق الإنسان سواء لرجال والنساء والأطفال ووصل الحد إلى الحصول منهم على جنسيات أوروبية.
من هذا المنطلق كيف يمكن وقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا من مناطق طاردة إلى مناطق مرحب بهم فيها إلى جانب أن هذه الهجرة أصبحت تدر الأموال بعض أبناء ليبيا التي تمر عبرهم قوافل الهجرة في النقل أو الإيواء المؤقت أو غيرها وأصبحت الاستفادة مشتركة حتى وإن كانت غير قانونية.
أرقام المهاجرين عبر ليبيا إلى سواحل المتوسط لا تصدق وربما هناك من ذهل عندما سمع بتلك الأرقام خصوصا أعوام 2016 و2015 و2017 وهذه الأرقام تعطي علامة استفاهم كبرى خصوصا أن عددًا كبيرًا من المهاجرين يمر بالقرب من أكبر القواعد الفرنسية في أفريقيا فى منطقة ماداما شمال النيجر التي تبعد 70 كليوا متر من الحدود مع ليبيا والقاعدة شاهدة على ذلك لكنها تغض الطرف إلى جانب الدرويات البحرية وعملية صوفيا في البحر المتوسط هي من تنقد المهاجرين وتنقلهم إلى أوروبا وربما نستنتج أن القاعدة الفرنسية هي من تحمي الطريق والبوراج الأروبية هي وسيلة النقل والوصول حتى الشاطى بعدها يتدخل قانون حقوق الإنسان وتبدأ المنظمات الحقوقية والإنسانية في أرووبا بالقول إن هؤلاء المهاجرين هاجروا بسبب الحرب أو الجوع وانتهاكات حقوق الإنسان في بلدانهم ولا بد من حمايتهم خصوصا وفيهم أطفال ونساء.
هناك مرونة واضحة سواء كانت من الدول الأوروبية أو حتى الولايات المتحدة حول سياسة خاصة للمهاجرين أو ملف الهجرة غير الشرعية من خلال الانفتاح على المهاجرين مستفيدين من القوانيين الدولية لحقوق الإنسان فى استقطاب المهاجرين الذي لديهم المهن التي يترفع الأروبيون وغيرهم من المجتمات الأخرى عن العمل بها، ونجد بعض المهاجرين لديهم كفاءات وعقول بشرية والدول المستقبلة بحاجة إليهم بدون أن تتكفل أوروبا أو أمريكا بتعليمهم أو صرف أموال على التأهيل العلمي لهؤلاء المهاجرين.
استغل تجار البشر مسألة الهجرة من المنظور الدولي في التعامل مع أسباب الهجرة وتداعياتها من استغلال قانون حقوق الإنسان في أوروبا وتبني المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لمشكلة المهاجرين وكيفية حمايتهم وترتب على ذلك جملة من الاتفاقيات الدولية والثنائية التي تحدد في إطارها الالتزامات والتحديات من الدول الغربية ودول الشمال الأفريقي، كما أصدرت المنظمات الدولية عدة تقارير تفيد بأن انتهاكات يتعرض لها المهاجرون في ليبيا تصل إلى حد القتل والتعذيب والاغتصاب وتحركت ضمائر الأوروبيين تجاه مهاجرين أغلبهم أفارقة وجزء منهم من شمال أفريقيا وبعض الدول العربية مثل مصر وغيرها.
وأصبحت تقارير حول الهجرة تنشر عبر وسائل الإعلام فى كل العالم عن أن ليبيا أصبحت مكب للهجرة، وسوق للبشر يباع فية المهاجر علناً في أسواق في عدد من المدن الليبية، إذا كان ذلك صحيحاً من هو البائع ومن هو المشتري؟ وإن كان ذلك صحيحاً هل هناك أسواق بشر في سواحل أوروبا مثلاً في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية ومرسيليا الفرنسية التي هى المستقبل الأول لقوراب المهاجرين من شمال أفريقيا. وتجار البشر فى ليبيا لمن يبيعون هؤلاء البشر ومن يقوم باستلامهم وشرائهم في أوروبا.