ليبيا ساحة دولية لتصفية الحسابات
تحولت ليبيا إلى ساحة لتصفية الحسابات وقد بات ذلك جليا مع اشتداد الأزمة ومرور السنين، هذا ما باتت تكتبه بعض الصحف الدولية .
ولكن على جانب آخر نرى أن الحرب تخرج من الناس أسوأ ما فيهم، تسوقهم من الحلم الناعم إلى الحقيقة الخشنة المرة، فقد جعلت الحرب من ليبيا ساحة دولية وإقليمية لأشرس المعارك التي هي انعكاس جلي لخلافات بين دول إقليمية ودولية فيما سمي بمصطلح الحرب بالوكالة، حتى أضحت ليبيا الحالية تشكل تهديداً لكل دول الجوار وأيضاً الجنوب الأوروبي.
كما لم يعد تأثير العنف المستشري كالوباء في أحراش أفريقيا ومجاهلها على الداخل فقط، بل صار امتداده إلى عواصم دول الجوار وإلى مدن ساحلية أوروبية تأتيها أفواج الهجرة غير القانونية، حيث دفعت شراسة المعارك بالمواطنين إلى حافة الهاوية، فهم تائهون في بحر الظلمات وميتون حتى وإن كان في الجسد روح، لكن الروح ضامرةُ افتقدت لرونقها وتألقها وإشعاعها .
وقد تحدثت وكالة ستارس في مقال مطول لها استعان بشهود عيان عاصروا الحالة منذ بدايتها في طرابلس التي أضحت رهينة للتشكيلات المسلحة التي أسمتها بالميليشات كما تناولت ملف نهب أموال الدولة، وتطرقت كذلك إلى بروز التشكيلات العصابية التي تهرب الوقود والمال وتتاجر في اللحوم البشرية الحية، تركبها البحر وتتركها لمزاج الموج .
وقد لخص حديث الوكالة الحال في ليبيا بالسيئ وأن الحل لم يعد بأيدي الليبيين أنفسهم، ذلك أن الأمور قد انفلتت والدائرة قد توسعت، فلا حل إلا ما يتفق عليه المجتمع الدولي، وهذا ما لن يحدث في أمد قريب.