ليبيا.. رفض شعبي قويّ لخطوة “تعديل سعر الصرف”
خلقت خطوة مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي بتعديل سعر الصرف وتوحيده لكافة الأغراض، حالة إحباط واسعة في الشارع؛ بدت ملامحها بارزة على صفحات التواصل الاجتماعي.
فما أن صدر بيان مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي، ظهر الأربعاء، بتوحيد سعر الصرف وخفض قيمة الدينار الليبي؛ حتى بدأت ردود الفعل تتوالى، وكان معظمها رافضًا للخطوة التي قِيل عنها الكثير.
وكتب الشارع بمختلف توجهاته ومشاربه وفي كل المناطق، جنوبًا وشرقًا وغربًا، بإسهاب، وأدلى بدلوه حول هذه الخطوة، التي جاءت تحت ضغط محلي ودولي، خصوصًا بعد أن خرج رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، متهمًا محافظ مصرف ليبيا المركزي طرابلس، الصديق الكبير، بالاستئثار بمقدرات الشعب الليبي، وإهدار المليارات من الدولارات.
وعجَّت صفحات المواطنين الكثيرة على منصة “فيس بوك” بتدوينات قصيرة وطويلة، كان معظمها متشائمًا ومحبطًا من الخطوة، حيث يقولون إنها تُكرّس ارتفاع الأسعار ، وتشرعن الغلاء الفاحش الذي لا يتماشى مع “حجم الدخول”، خصوصًا في هذه الفترة التي يقاسي فيها المواطن ضنك العيش ومرارته.
وتساءل الليبيون، يوم أمس، بكل حسرة، عن مصير مرتباتهم التي انخفضت في سجلات الدولة، وقدرة المصارف على توفير كميات العملة الصعبة في كل وقت وفي كل حين، مُشكّكين للغاية في جدوى هذا القرار الذي صدر بعد ست سنوات من الانقسام؛ قائلين إنه يقضي على الطبقة المتوسطة، ويطحن الطبقة الفقيرة؛ كونه قرارًا أقرب إلى تعويم العملة منه إلى تعديل سعرها وتوحيده لكافة الأغراض.
وكان غياب التوضيحات من قبل مجلس الإدارة عاملاً حاسمًا؛ تسبب في حالة الإحباط الشعبي، التي بدت واضحةً، ولا تحتاج لعناء كي يستشفها أي مراقب، وهي، بالتأكيد، قد وصلت إلى صُنّاع القرار؛ الذين باتت عليهم مسؤولية الخروج من أزمة مالية تستفحل عامًا بعد آخر.