ليبيا “تُنافِس” دولاً كبرى بـ”مؤشر الحرية”.. لن تُصدّق
218TV | خاص
عند الانتهاء من قراءة التقرير السنوي الذي أصدرته منظمة “فريدوم هاوس” لعام 2017 حول حالة الحرية عالمياً، لوحظ أن التقرير هذا العام حمل عنوان “الديمقراطية في أزمة”، لكن التقرير الذي فُهِم على نحو خاطئ لدى العديد من الذي تلقوه كرسم بياني ولم يقرأوا التقرير اعتبروا أن دولهم تحظى بمكانة مُعْتبرة على صعيد الديمقراطية والحريات، لكن قراءة التقرير تلفت إلى أن مؤشر فريدوم هاوس علامته الكبرى مائة نقطة، وهي التي لم يحصل عليها إلا عدد قليل جداً، فيما لوحظ أن عشرات الدول قد سجّلت علامات متدنية.
في التقرير يرد اسم ليبيا كبلد مضطرب سياسيا وأمنيا وهو اضطراب لا يتيح منح أي نوع من الحرية، علاوة على أن آليات القياس نفسها في مجتمعات الحرب تبدو ملتبسة ومضطربة، فقد حصلت ليبيا على تسع نقاط فقط في المؤشر، وهي علامة تقترب كثيرا من الصفر الذي نالته سوريا، لكن “الحصيلة الليبية” من “نقاط فريدوم هاوس” قد لا تبدو صادمة إذا جرت مقارنتها بنتيجة دول عالمية كبرى تمتلك نفوذا سياسيا هائلا، وتحظى بصناعات مذهلة، ولديها اقتصاد قوي، وتمتلك سلاحا نوويا مثل روسيا والصين وفنزويلا وكازاخستان، إضافة إلى دول نفطية تؤثر تأثيرا كبيرا في الاقتصاد العالمي.
الجوار الليبي حصلت دوله على “علامات متدنية جدا”، فيما أفلتت من هذه العلامات كلٌ من تونس التي حصلت على “مرتبة متقدمة جزئياً” بحصولها على 70 نقطة، وصُنّفت بأنها “بلد حر”، إضافة إلى النيجر التي حظيت بعلامة نجاح “على الحافة”، ونالت تصنيف “بلد حر جزئياً”، فيما حصلت روسيا على 22 نقطة، وإيران 17 نقطة، وكازاخستان 19 نقطة، إضافة إلى انهيار لافت في معدل النقاط التي حصلت عليها دول عربية.
قد لا تبدو “العلامة الليبية” مُرْضِية أبدا، لكن إذا ما عُقِدت مقارنة بين علامات دول تحظى بالأمن والاستقرار والاقتصاد، وما حصلت عليه ليبيا في مؤشر نقاط “فريدوم هاوس” فإن ليبيا بظروفها ومآسيها تبدو “الأكثر حرية”.