ليبيا تنتخب اليمين الإيطالي

انتهت الانتخابات الإيطالية على غير “حسم” فلم يحصل حزب أو تحالف على أغلبية تمكنه وحيداً من تشكيل حكومة، لكن حركة 5 نجوم تصدرت النتائج بأكثر من 32% من أعداد الناخبين.

وكان من أبرز تصريحات زعيم الحركة لويجي دي مايو قوله: إن رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج هو الشخص الخطأ لأن تُراهن عليه إيطاليا، أو حتى المجتمع الدولي، كاشفا أن الدول الغربية التي لديها مصالح نفطية في ليبيا لا تملك “المصداقية الكافية” للتوفيق بين الأطراف الليبية.

على غير النسب التي كان يأمل بها جاء الحزب الديمقراطي بقيادة رئيس الوزراء السابق ماتيو رينزي، والذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الحالي باولو جنتيلوني.

وكان الحزب الديمقراطي يتوقع نتائج سيئة، لكن ما لم يكن متوقعاً إحرازه نسبة 18.9 والتي تظهر تراجعاً كبيراً في شعبيته، ما يضع الكثير من المخاوف أمام قائد الحزب السابق ماتيو رينزي.

وأجرت الحكومة التي يقودها الحزب الديمقراطي العديد من الاتفاقيات حول الهجرة مع ليبيا تعرضت لانتقادات داخلية وليبية، ونالت الحكومة الإيطالية اتهامات بالتعاون مع مجموعات مسلحة متورطة في تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر، وتداولت صحف أن إحدى الصفقات مع مجموعة “الدباشي” بلغت ملايين الدولارات.

وحل في المرتبة الثالثة حزب “ليغا” وهو اختصار لاسم “رابطة الشمال لاستقلال بادانيا”، ويعتبر أحد أحزاب اليمين المتطرف في الجمهورية الإيطالية، ويدعو الحزب لتحول إيطاليا إلى النظام الفيدرالي، وتقوية الحكم الذاتي للأقاليم.

ويقود الحزب ماتيو سالفيني، فيما يتخوف كثيرون من تأثير الحزب الشعبوي على الحكومة المقبلة، وكان أحد أعضاء الحزب قد أدين في فبراير الماضي بإطلاق النار على مهاجرين أفارقة لأسباب عنصرية.

أما حزب رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني “إيطاليا إلى الأمام”، فقد حل رابعا على عكس الآمال الضخمة التي كان يرجوها، لكن يتوقع مراقبون أن حنكة برلسكوني ربما تساعده في صنع ائتلاف يدفعه للمنافسة على رئاسة الوزراء.

وأثرت قضية الهجرة بشكل كبير على الانتخابات، وتصدرت ليبيا الملف كونها المصدر الأخير الذي يصل منه المهاجرون إلى إيطاليا، ودفع الضغط الكبير للقضية العديدين لانتخاب أحزاب ذات رؤية مغايرة بشكل كبير عن السياسات الحالية في البلاد.