ليبيا تفتح صفحة “اشتباك صامت” بين إيطاليا وفرنسا
218TV.net خاص
يُظْهِر ملف الأزمة السياسية الليبية تدريجيا قدرات “اللاعبين والطبّاخين” الدوليين على الأرض الليبية، وعلى نحو أكثر وضوحا “حجمهم” داخل ليبيا كـ”جهات مؤثرة”، أو قادرة على لعب “دور جامِع” للأطراف الليبية المُتصارعة، لكن تسخين الملف الليبي على “النار الدولية”، وعلى هامش “القمة الليبية الثانية” بين فائز السراج والمشير خليفة حفتر تُظْهِر صراعا من نوع آخر، إذ طفى إلى السطح “اشتباك إقليمي صامت” بين فرنسا “اللاعب المستجد” في ليبيا، وإيطاليا “المُسْتعمِر القديم”.
خطوة من طراز جمع السراج وحفتر في فرنسا، فُسّرت في دوائر القرار الإيطالي بأنها “تدخل خشن” من جانب باريس في منطقة جغرافية واقعة تاريخياً ضمن “النفوذ القديم” لروما، إذ عجزت روما عن “خطوة عملاقة” من هذا النوع، يمكن أن تُنفّس الاحتقان الليبي، وسط اتهامات داخل إيطاليا من جانب أحزاب وساسة مُعارِضين بأن “صُنّاع القرار الليبي” قد أضاعوا الملف الليبي عبر “مسايرة ومجاملة” طرف واحد داخل ليبيا، فيما جاءت فرنسا من بعيد لتخطف الملف الليبي.
تاريخياً تتواجد فرنسا في مناطق جغرافية قريبة جدا من ليبيا مثل الجزائر وتونس ومالي وسيراليون، فيما تُخطط فرنسا لمد نفوذها نحو الداخل الليبي، وهو الملف المُتشظي الذي أطاح خلال السنوات الست الماضية بثلاثة رُسُل أممين، وبضعة شخصيات سياسية ليبيا، فيما أطاحت تعقيدات بــ”أدوار إقليمية” رغب “اللعيبة الدوليون” بممارستها على الأرض الليبية.
“الحساسية الإيطالية” من “الخطوة الفرنسية” لن تتوقف عند حد معين، إذ تُرجح أوساط معنية بالشأن الليبي أن تُحاول إيطاليا إفساد “الطبخة الفرنسية” في ليبيا، فيما تُحاول أطراف ليبية من جانبها إلقاء “تعويذتها” داخل الملف الليبي لقطع الطريق على أي “حل ليبي”، وسط توقعات بأن تتحرك “الصخرة الثقيلة” بين السراج وحفتر، والتي تمنع أي تعاون حقيقي بينهما على أرض الواقع.
إيطاليا غير مرتاحة. فرنسا كسبت جولة. اللاعبون الإقليميون يتأهبون. أطراف ليبية تسعى لإسناد لقاء باريس، وأخرى تسعى لتمديد استفادتها من “التشظي الليبي”.