ليبيا.. بيانات كثيرة ومواقف متسارعة
تقرير
ازدادت في الأيام الأخيرة الحركة في مضمار السياسة في ليبيا، مع بروز البيانات المفوضة للجيش، ودعوات لهدنة إنسانية واستئناف التفاوض في المسار العسكري، ومبادرات سياسية لتشكيل رئاسي جديد وحكومة جامعة.
وعلى الرغم من أن العملية السياسية في ليبيا عانت وما تزال من عديد العوائق إلا أنها في آخر الأيام شهدت سيولة جارفة من حيث المواقف، فالجيش الوطني طلب تفويضاً، والبيانات تهاطلت عليه مع مسيرات التأييد، في حين أطلق رئيس مجلس النواب مبادرةً سياسية لتشكيل مجلس رئاسي جديد من 3 أعضاء ، عضو عن كل إقليم، لتتجدد دعوات البعثة الأممية للدعم في ليبيا إلى إنعاش مسارات جنيف وبالأخص مسار المفاوضات العسكرية وعودة لجنة الحوار 5+5.
ويقول مهتمون إن مبادرة عقيلة صالح تتعارض مع منطلقات بيان المشير حفتر الذي أعلن فيه إسقاط الاتفاق السياسي، ويرجعون السبب في ذلك إلى حرص رئيس مجلس النواب على عدم التفريط في الكيان الذي انتخب في 2014 حتى وإن كان ميتاً سريرياً – بحسب التعبير المتفق عليه عند كثير من المواطنين – ويعكس هذا التعارض في عمومه تباينا في الآراء، أو خلل في التواصل بين رئيس مجلس النواب والقائد العام للجيش الوطني.
أما عن الوفاق فلا يبدو أن هناك حديثاً عن عملية سياسية في الوقت الحالي، ومرد ذلك استقواؤهم بالتركي والمرتزقة السوريين الذين جاؤوا مقابل 2000 دولار ما دفع حكومة الوفاق لرفض الهدنة التي وافق عليها الجيش، وترفض عملية إيريني التي أطلقها الاتحاد الأوروبي، وتتمسك بالقتال رداً للعدوان كما تقول.
وفي المحصلة ثمة هذه الأيام تحركات لم تشهدها البلاد في الأشهر الماضية، مع دعوات إلى ضرورة العودة للمسار السياسي بشكله الكامل ودون تأخير وإيقاف العمليات العسكرية بشكل نهائي، لكن هذه المطالب ما تزال بعيدة المنال بالنظر إلى حدة المواجهة وانتقالها من مرحلة خشنة، إلى أخرى أكثر خشونة.