ليبيا.. بوابة “بايدن” لاستعادة مصداقية أميركا أمام العالم
خاص 218
حلّت الأستاذة ومديرة قسم دراسات الأمن الدولي في جامعة جورج مايسن الأميركية، إيلين لايبسون، ضيفًا على برنامج Usl، وقدّمت تصورًا مفصلاً للنهج الذي سيضعه الرئيس الأمريكي المنتخب حديثاً، جو بايدن، لسياسته تجاه الملف الليبي.
وتقول النائبة السابقة لرئيس مجلس الاستخبارات الوطني الأمريكي، إن “بايدن” يؤمن بنظامٍ دوليّ أكثرَ تقليديةً تكون قيادة الولايات المتحدة فيه ذات قيمة ومحل تقدير، مشيرة إلى أن ليبيا ستمثل بداية جيدة لإدارة “بايدن” لاستعادة مصداقية أمريكا في العالم.
وبوجود أمل في أن العملية السياسية في ليبيا تسير في اتجاه إيجابي، تقول “لايبسون”: لدينا الآن ليبيون يجتمعون مع بعضهم البعض ويحاولون إنهاء هذه الحرب الرهيبة، يجب على إدارة “بايدن” تأييد ما يجري من حوارات وإظهارَ ثقةٍ أمريكية أكبر بأن ليبيا تسير على طريق جيد نحو الاستقرار.
ورأت أنه يتوجب على “بايدن” أن يوضّح أنه يتوقع من الدول الأخرى التي تتدخل في ليبيا أنْ تتوقف عن القيام بذلك، مؤكدة أن ليبيا تمثّلُ فرصةً للرئيس المنتخب” بايدن” لتأكيد مبدأ تعددية الأطراف ومساعدة بلدٍ تدخلت فيه واشنطن إبان الربيع العربي عام 2011.
وتابعت: عملية السلام في ليبيا قد وصلت إلى مرحلةٍ أكثرَ إنتاجية، وقد تعني عودة الدبلوماسيين الأميركيين إلى طرابلس، ويمكن لأمريكا دعم قرارات مجلس الأمن، حول ليبيا وبذل المزيد للمساعدة في تنفيذها.
وربطت “إيلين” انخراط واشنطن في ليبيا سيعتمد على من سيٌعيّنُ ليكون وزيرا للخارجية، مؤكدة أن بايدن لديه خبرةِ كبيرة في السياسة الخارجية بعد كل تلك السنوات في الكونغرس.
وبحسب مديرة قسم دراسات الأمن الدولي في جامعة جورج مايسن الأمريكية، سيعمل “بايدن” على أن يكون مفيدًا لليبيا وللدول العربية الأخرى التي أظهرت رغبتها في الإصلاح والتغيير السياسي.
وقالت: ليبيا لن تكون مركز اهتمام الإدارة الجديدة، ولكنها واحدة من الأماكن التي يمكن أن يُظهر فيها “بايدن” الاهتمام والدعم المتجددين، للشعب الليبي، وللأطراف السياسية الليبية لمحاولة أن تجتمع معا، وأيضًا لدعم الأمم المتحدة ودورها في محاولة التوصل إلى تسوية سياسية أكثرَ سلميّة في ليبيا.
من وجهة نظرها، يرى “بايدن” أن ليبيا مشكلة أوروبية، مستبعدة أي احتمال لتدخل عسكري أميركي في ليبيا، كما أن مسار العمل الطبيعي لـ”بايدن” سيكون بدعم العملية السياسية القائمة، دون الإشارة إلى تفضيلِ شخصيةٍ سياسية معينة في ليبيا.
وتوقّعت “لايبسون” ألا تكون علاقة “بايدن” بالرئيس التركي، رجب أردوغان، سهلة، كما قللت من فرص تمكّن “بايدن” من التأثير على الرئيس “أردوغان” لإعادة التفكير في سياسته تجاه ليبيا.
وأضافت: “أردوغان” الآن، واثقٌ بأنه قادرٌ على فعل ما يريد، وأن الولايات المتحدة أضعف مما كانت عليه، لكن “بايدن”؛ سيكون واضحًا جدًا في معارضة الدول الأجنبية التي تقدم مساعدات لأطراف النزاع في ليبيا.
وأشارت إلى أن عدمَ الاستقرار في ليبيا كان إحدى المشكلات، التي أعطت تركيًا دورًا مبالغًا فيه.
وقالت “إيلين” إن الدولتين اللتين ينبغي أن تكونا الأكثر قلقًا بشأن “بايدن” هما تركيا والمملكة السعودية، مبيّنة أن العديد من قادة العالم سيسعدون كثيرا أن يعود “بايدن” كرئيس لأمريكا.