ليبيا “بلا أصدقاء في أميركا”.. قبل خطاب “حالة الاتحاد”
218TV|خاص
ترسخ عُرْف سياسي أميركي منذ عقود طويلة أن يُوجّه رئيس الولايات المتحدة خطابا أمام جلسة مشتركة لمجلسي الشيوخ والنواب في شهر يناير من كل عام، يضع فيه الرئيس ملامح خطته للعام الجديد، وأن يضع الأولويات التي تتطلب تعاونا بين “الكونغرس” والحكومة الفيدرالية الأميركية، كما يتطرق الرئيس في الخطاب السنوي الذي يُعْرف باسم “خطاب حالة الاتحاد” إلى مواقفه وتصوراته حيال قضايا دولية شائكة، وتتطلب تدخلا أميركيا، لكن هذا الخطاب لم يتطرق إلى ليبيا منذ سنوات بوصفها “صداعاً عابرا” لقارات عدة.
تتولى عادة الجهات السيادية الأميركية مثل وزارات الخارجية والدفاع والخزانة، وضع خُلاصات أمام الرئيس لتضمينها في خطابه، مثلما يتولى حزب الرئيس في المجلسين وضع خلاصات مماثلة أمام الرئيس في محاولة لأن يكون خطاب الرئيس شاملا ومنسجما، ومعبرا عن حالة الاتحاد الفيدرالي للولايات المتحدة الأميركية، وفيما تتولى بعض الدول عبر “مراكز ضغط مؤثرة” لها في الداخل الأميركي التأثير على خطاب الرئيس الأميركي لمصلحتها عبر “أصدقاء في الكونغرس”، فإن ليبيا لا يظهر لها أي أصدقاء داخل الولايات المتحدة الأميركية، وأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ مجيئها إلى البيت الأبيض “تُدير ظهرها” تماما للأزمة الليبية، مع غياب أي تصورات أميركية لحل سياسي في ليبيا.
وفي المقابلات التلفزيونية التي تجريها القيادات التشريعية الأميركية من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلسي الشيوخ والنواب، فإنه يجري تجاهل الأزمة السياسية الليبية تجاهلا شبه تام، فيما لوحظ أن إدارة الرئيس الأميركي قد خفضت مستوى تمثيلها إلى آخر مؤتمر دولي عُقِد بشأن ليبيا في مدينة باليرمو الإيطالية في شهر نوفمبر الماضي إلى مستوى أحد مساعدي وزير الخارجية الأميركي، إذ مثّلها ديفيد ساترفيلد.