ليبيا بعد داعش: إسلوب إدارة “غريب وعقيم”.. وبلا نتائج
عقدت موسسة الأبحاث “كارنيغي” للسلام حوارا تحت عنوان “ليبيا ما بعد داعش: آفاق الوحدة والاستقرار” وكان الضيف الرئيس جوناثان واينر المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا، الذي استقال قبل نحو أسبوعين من منصبه، بانتظار تعيين مبعوث أميركي جديد، بعد تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهام منصبه بشكل رسمي قبل أسبوع.
وتحدث واينر باستفاضة عن فترة مهمته في ليبيا منذ 2013 وعن أسباب الأزمة الليبية كما يراها، ورؤيته لما يجب على إدارة ترامب والمجتمع الدولي القيام به للمساعدة.
بدأ واينر حديثه بشرح أسلوب عمل الإدارة الليبية الذي وصفه بالغريب والعقيم، وقال بأن عجلة الإدارة تدور بدون نتائج حقيقية على الأرض، وإنه لا توجد جدية ولا اهتمام من القيادات الليبية بالعمل لتحقيق إنجاز ما، وهذا بسبب انعدام آلية الاتصال بين القيادة السياسية والأذرع التنفيذية في الحكومة، مضيفا أن الليبيين يفتقرون إلى الإدارة وأنه لم يلحظ مثلا أن أيا من الليبيين الذين تعامل معهم لديهم حتى بريد إلكتروني، وأنه لا توجد سجلات حقيقية لتوثيق ما يجري حتى في الأمور المالية. وأرجع واينر سوء الإدارة والتخبط إلى عهد نظام القذافي الذي كان زعيمه يسيّر دواليب الدولة بمفرده. كما أشار إلى أن الليبيين يجدون متعة في الاعتراض على بعضهم البعض وقول “لا” ببساطة، وأن القذافي لا يزال يعشش في أدمغتهم من خلال أقواله العديدة وأهمها “السلطة بيد الشعب” ولهذا كانت صعوبة الحوار بينهم والوصول إلى قرار ما لأن لكل منهم رأي يتمسك به.
اعترض المبعوث واينر على القول بأن إدارة أوباما تخلت عن ليبيا، قائلا إن الليبيين أنفسهم كانوا رافضين على الدوام للآراء وللتعاون الذي يعرض عليهم لإخراجهم من محنتهم، مُتحدثا عن حوار مع أحد أعضاء المؤتمر الوطني الذي كان يقود حملة لإسقاط علي زيدان، وعندما سأله واينر هل لديكم بديل له، أجابه بألاّ يقلق وأنهم سيجدون من هو أفضل منه.
وأكد واينر أنه لم تكن لديهم أية خطط لتعين بديل أفضل.. كما قال واينر إن عبدالله الثني أثبت أنه أقل كفاءة في إدارة الحكومة من علي زيدان، وتحدث عن زيارة الثني إلى واشنطن وكيف أنه لم يقنع أحدا بخططه ولا بأسلوبه، وأضاف أن الثني لا يفتأ يضع اللوم على أميركا في كافة الأمور التي لم يحقق فيها إنجازا.
قال واينر بأن الليبيين يشتهرون بإطلاق الأوصاف والنعوت على بعضهم البعض، لافتا إلى أن الولايات المتحدة رفضت التدخل في تعيين رئيس للوزراء رغم أنه طلب منه إبداء الرأي وأصر على أن هذا شأن ليبي. كما قال إن أعضاء المجلس الرئاسي التسعة أبلغوه منفردين بموافقتهم على التدخل الأميركي، وضرب قواعد داعش في سرت.
شدّد واينر على ضرورة وجود سلطة شرعية وحيدة في ليبيا وقال إن حفتر أبلغه أنه الوحيد القادر على قيادة البلاد وتوحيدها، وأن عقيلة صالح أبلغه أنه هو السلطة الشرعية المنتخبة الوحيدة وهو من يقود البلاد، بينما قال له فائز السراج إنه يحظى باعتراف دول العالم وإنه جاء بناء على توافق وهو المسؤول، وأضاف واينر إنه اقترح عليهم اللقاء والتوافق على سلطة حاكمة إلى حين خروج الدستور أو العودة إلى الدستور القديم وحتى عودة النظام الملكي.
وبحسب واينر أيضا، فإن البلاد مقبلة على مستقبل قاتم، بسبب نضوب الموارد الاقتصادية قائلا إن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بذلوا جهودا لمنع الانهيار الاقتصادي، واستغلال المتوفر لحل بعض المختنقات.