ليبيا المهملة!!
تتمتع ليبيا بتنوع مناخي وجغرافي فريد ما يعزز من فرصها لتصبح وجهة سياحية تكون مصدر دخل ثري أسوة بباقي الدول ، لكن تركيز المسؤولين السابقين على النفط وغياب الأمن في السنوات الأخيرة بدد الأمل في أن تكون ليبيا بلداً جاذباً للسياح.
ليبيا التاريخ، وليبيا الجغرافيا، حيث يمتزجان مع بعضهما ليكوّنا بلداً من مليون و750 ألف كيلو متر مربع، يزخر بالعديد من المعالم السياحية الثرية، التي لو تم الاهتمام بربعها لكانت مصدر دخل يغني عن الكثير من براميل النفط التي يخضع سعرها وقيمتها للعبة الأمم .
من أقصى الجنوب إلى الشمال حيث سواحل ممتدة على المتوسط ترى أوروبا بعينك المجردة، من أقاصي الشرق المجاور للفراعنة، إلى حدود الغرب حيث حنبعل، منطقة مهملة سياحياً، ساحلها غير مهذب، وصحراؤها قاسية جافة، وواحتها ألوانها باهتة، وجبالها الخضراء تطلب المزيد، ومعالمها التاريخية (لبدة ، فيلا سيلين ، آثار قرزة ، وشحات ….) والكثير الكثير، غض عنها المسؤولون طيلة عقود الطرف ولم يعيروها التفاتةً، ولم يعتبروها مصدر دخل ووجهة مهمة وقبلة قد تشتهيها الأعين وتأتيها الأقدام راكضة، طلبا لصورة للتاريخ وانطباع يبقى محفوراً، وفي ذات الوقت تضخّ أموالاً تدخل خزانة الدولة، تنعش اقتصادها وتكف عنها الارتهان للذهب الأسود.
صار من الصعب اليوم الاعتماد على السياحة، ذلك أن الوضع الأمني الهش جداً، ونسبة المخاطرة عالية وغياب البنية التحتية والمرافق السياحية المجهزة … وغيرها الكثير، حولت ليبيا من جغرافيا وتاريخ عظيمين، إلى دولة تسبب الكوابيس لكثيرين، وبدل أن تكون ليبيا دولة متطورة ووجهة سياحية جاذبة أضحت مكانا طاردا حتى لأبنائه، و لكن عودة السياحة اليوم تتطلب أولاً رجوع ما فُقد، الأمن، والاستقرار، ومن ثم يتم الحديث عن سياحة.